الوحدة : 17-4-2022
من سماء نيسان ، يطل المجد حاملاً معه ذكرى الجلاء الخالدة كأيقونة تزين صدر الوطن الغالي، هذه الذكرى الراسخة في ذاكرة التاريخ والتي تتجدد كل عام عرساً وطنياً يزهو بأكاليل النصر. في السابع عشر من نيسان عام 1946، حقق شعبنا إرادته في الاستقلال، واستعادت سورية حريتها وكرامة أبنائها، بفضل أبطال أثبتوا أن الجلاء ليس هبة من المستعمر بل إكليل غارٍ توج نصراً صنعته تضحيات الشعب السوري بكفاحه البطولي الذي يعد مثالاً لشعوب العالم الطامحة لنيل حريتها واستقلالها.. ويبقى الجلاء الذي أشرقت من خلاله شمس الحرية، بمثابة الأبجدية التي سجلت فيها سورية صفحة مشرقة من تاريخها البطولي، فالسابع عشر من نيسان هو عيد الوطن، على امتداد جغرافيته المرتبطة بقصة كفاح ونضال طويل، عظيمة بسمو من ناضلوا ورسموا ملاحم البطولة بأجسادهم ودمائهم لتبقى بطولاتهم ملحمة تتناقلها الأجيال. المناسبة غالية على قلوبنا جميعاً، وعلى كامل مساحة الوطن، وبمشاعر الفخر و الاعتزاز، يحتفل السوريون بعيدهم الذي أنجزه الآباء والأجداد بإرادة صلبة خلدها التاريخ، ليبقى عيد الجلاء منارة لكل السوريين الذين آمنوا بهذه الأرض وقدسية ترابها. واليوم.. ما زال الجلاء يتجدد مع كل انتصار يحققه الجيش العربي السوري، ومع كل شهيد يرتقي إلى السماء دفاعاً عن تراب هذا الوطن الغالي، وتستمر التضحيات لتبقى سورية حاضرة التاريخ وحاضنة الحضارات. إنها ذكرى مجيدة تتواصل في حنايا الوطن وتسكن في وجدان جميع أبناء سورية اليوم لاستلهام بطولات ودروس ذلك النصر وللحفاظ على المعاني والدلالات السامية للجلاء، وللوقوف صفاً واحداً في وجه قوى العدوان على وطننا الحبيب، و كلنا يقين بأن شعب سورية الأبي الذي صنع الجلاء سيقف راسخاً رسوخ قاماته وأبطاله في ذاكرة وطن بأكمله، وسيبقى ألق الجلاء في كل يوم من أيامنا لأن دماء الشهداء التي روت – وما زالت تروي – ترابنا ستزهر أملاً و نوراً يدحر حلكة الليالي – التي لطالما أرادها ويريدها لنا أعداء الداخل والخارج – ويفسح المجال واسعاً للأفق بأن يرنو نحو مستقبل مشرق لوطننا الغالي حاملاً راية النصر وأكاليل الغار.
بقلم رئيس التحرير رنا رئيف عمران