الوحدة: 10-4-2022
الناس في الشوارع حكايات تمشي على أرجل، التلاميذ في المدارس حكايات تجلس على مقاعد، المرضى في المشافي حكايات تستلقي على أَسرَّة، الجنود في الخنادق حكايات تتمترس في الدشم، الأزقة طرقات تتسكع عليها الحكايات، البيوت صناديق حكايات، كل هذه الحكايات قد تختلف حبكتها وتتنوع مشاربها وتتعدد نهاياتها، لكن البدايات واحدة لأن المصاب واحد والحرب واحدة، ما يختلف في كل حكاية هو اختلاف شدة المصاب وتنوع عقابيله وارتداداته.
مفردات الحكايات واحدة قد تحضر كلها وقد يغيب بعضها في متن كل حكاية، الموت.. الغياب.. السفر.. الهجرة.. الفقر .. الراتب.. الغلاء.. البطاقة الذكية.. المازوت.. البنزين.. الكهرباء.. الخبز.. السلة الغذائية.. المواصلات.. الدرس الخصوصي.. اليأس.. العجز.. المرض.. الدواء.. المشفى.. الورم الكورونا .. الشهيد.. العسكري.. الفراري.. المخطوف.. المفقود.. المسؤول.. المنصب.. المنفعة.. الشيخ.. التاجر.. العملة.. الجشع.. الشعب.. العراف الفلكي.. المحلل الاستراتيجي.. خريطة أوروبا.. شمال أفريقيا.. القدر.. الألم..الأمل.. الفقراء.. الأمراء.. بيع الكلية.. النفخ بالبوتكس.. مشروع شراء عشر دجاجات بياضة.. مشروع بناء منتجع خمس نجوم… كل الحكايات تصب في رواية واحدة هي رواية البلد وهذه رواية متفردة متميزة ليست رواية كل بلد، إنها رواية سورْيَة التي بدأت قبل عشرة أعوام ولا زال في القلوب أملٌ بأن تكون نهاية الرواية عكس بدايتها.
شروق ديب ضاهر