للمرة الأولى في اللاذقية .. مقهى يحوّل حلم ذوي الاحتياجات الخاصة بالعمل إلى حقيقة

الوحدة 5-4-2022

 

مادتنا اليوم لمشروع نوعيّ يفعّل بشكل حضاري ومدورس دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع وسوق العمل، ضمن مقهى ثقافي، ولكنه ليس مقهى عادياً، هو فسحة تفيض حباً، بدءاً من فنجان القهوة الذي تحضرّه مارسيل وعليا وهما من ذوي الاحتياجات الخاصة وتقدماه بمنتهى الفرح، مروراً بركن المؤونة المنزلية والأعمال اليدوية من مطرزات وإكسسوارات وجميعها من صنع أولاد من ذوي الاحتياجات الخاصة ومشاركة بعض السيدات، والمكتبة التي تحتضن بين رفوفها كتباً منتقاة بعناية، وصولاً إلى رسومات الأطفال واليافعين في جمعية أرسم حلمي، تحت مسمى مقهى (ورق عتيق).

شكلّت التفاصيل التي اجتمعت بهذا المكان الهادئ طابعه المميز، هذا ما أكدته السيدة لينا ضاهر، صاحبة مقهى “ورق عتيق”، في حديثها لصحيفة الوحدة التي زارت المقهى، حيث أشارت ضاهر إلى طموحها بأن تعمم هذه التجربة على كل المحافظات السورية، مبينة أن ذوي الاحتياجات الخاصة قادرون أن يكونوا فاعلين، فهم مختلفون وليسوا متخلّفين، من خلال تدريبهم على أي عمل سيقدمونه بأفضل صورة، و تابعت: فازت فكرتي بمشروع المقهى بمسابقة تحدي الفكرة الأفضل التي ينظمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وأشارت ضاهر إلى أن تجربتها الطويلة في مجال العمل التطوعي مع الجمعيات الأهلية التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، دفعتها لتنفيذ مشروعها لقناعتها بإمكانياتهم وقدراتهم، وضرورة توظيفها لكسرّ الحاجز بينهم وبين الناس، من خلال مزاولتهم للعمل الذي يؤمن دخلاً لهم ويبعث الأمل فيهم، وتابعت ضاهر: كنت مصرّة على إظهار جوانب الإبداع لدى ذوي الاحتياجات الخاصة، فإضافة لعملهم بالمقهى، قمت بتخصيص ركن يضمّ أعمالاً يدوية ومؤونة منزلية من صنع أيديهم وأنا أتحدى بهذه الأعمال سيدات محترفات، فقد تلقوا تدريباً مدّعماً في مركز (scc) الاستشاري التخصصي، وهدفي من هذا العمل كسر الصورة النمطية لدى معظم الناس عن ذوي الاحتياجات الخاصة بأنهم عبء على المجتمع، فهم قيمة إضافية للمكان، وأشارت ضاهر إلى أن المقهى ينظّم أمسيات ثقافية أدبية وموسيقية أسبوعية يشارك فيها أدباء، شعراء، موسيقيون وعازفون.

وبدورها عبرت مارسيل سكيف (إحدى العاملات من ذوي الاحتياجات الخاصة) عن سعادتها بالعمل في المقهى وتقديم الخدمات للزبائن، وعرض أعمالها فيه، متمنية أن تستمر بهذا العمل، ومشيرة إلى أنها ولدرجة حماسها لعملها الجديد تكون أول الواصلين للمقهى يومياً، وتتباهى مارسيل بارتدائها اكسسوارات من صنعها، مؤكدة أنها تواظب على هذه الهواية في أوقات الفراغ بمنزلها.

ياسمين شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار