الحركة فيها بركة

الوحدة :26-8-2024

أمي متعبة وصراخها يلسعنا، فكلما طلبت منها شيئاً تصرخ بي (لا ..لا تدخل المطبخ ..مشغول)، حيث تتكوم فيه أصناف مما لذ وطاب لأيام الشتاء من المؤونة..

أغراض المكدوس فليفلة وباذنجان مسلوق، وبامياء ويقطين.

هذا ما أخبرنا به الطفل جاد حبيب، كما غيره من أبناء جيرانه، وكأن المكدوس جاء باكراً هذا العام، لترد علينا والدته السيدة رجاء:

أجل هذا العام عملته باكراً لأني وجدت أسعار الباذنجان معقولة ورخيصة اليوم وقد ترتفع عندما يقترب موسم المكدوس، إذ كنت أقوم بعمله مع بداية مدارس الأولاد، وهم يشتكون لأني فرشت الأوعية في كل المطبخ، فضاق عليهم ومنعوا عنه لحين.

أم إسماعيل أشارت إلى أنها عملت المكدوس منذ شهر، فلطالما طالبها ولدها الوحيد بذلك، وتجده اليوم أوفر، حتى أن زوجها والأولاد ساعدوها على ذلك، حيث أمسى بالنسبة لهم كرنفالاً سنوياً، نجتمع على مائدة من المشاوي والذرة المسلوقة والشاي على الحطب والأراكيل، والجميع في سرور.

وقريبتها تؤكد أن والدتها أي جدة الأولاد تقوم بالأعمال، وترى كل مؤونتها جاهزة ودون تعب يذكر، ولا يبقى غير أن تحضرها لمطبخها، وكلها شكر وامتنان، فوالدتها وفرت عليها المال والتعب كما كان فيه لقاء أفراد العائلة ولمتهم.

أبو سامر أكد أنه هو من يحضر هذه المؤن من السوق الذي هو أرخص بكثير، فالباذنجان بألفي ليرة، والفليفلة الحمراء بعشرة آلاف والجوز ب١٥٠ ألف ليرة، والباقي على هذا المنوال، وقد طلبت زوجتي هذه المواد باكراً عن كل سنة، وأنا أساعدها في سلق الباذنجان  وتبريده وكبسه بالملح، والأولاد حولنا فرحون بقدوم موسم المؤونة والمكدوس حتى أنهم يحاولون مساعدتنا، لكن والدتهم ترفض وتمنعهم عن دخول المطبخ بلا استئذان.

أم غريس قالت: جئت بالباذنجان اليوم وأيضاً جارتي لنسلقه معاً، ونتساعد في توضيبه، ونبعد الأولاد عن المطبخ خشية الاحتراق، فتحضير المكدوس يحتاج للهدوء ليكون بالمستوى المطلوب، ولقد أكثرنا منه لمحبة الأولاد به، فقد اشتاقوا له لانتهائه من خزانة المطبخ قبل الأوان، كما أن الأسعار مقبولة، وفي الحركة بركة كما تقول والدتي.

 

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار