الوحدة : 24-3-2022
في اليمن الجريح تلتهم الحرب المشتعلة الأرواح والأحجار وتضيق السماء بقذائف الجحيم لترتفع راية الموت فوق كل رايات الحرب وتنتشر خيام النازحين لتزاحم الصخور.
في إحدى هذه الخيام في منطقة تعز اليمنية بمخيم”دبع الداخل” غنى الطفلان اليمنيان كريم (١٤عاماً ) ومحمد (١١عاماً ) أغنيةً عنوانها “نكابر” انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي لأنها حكت رواية الجرح اليمني بصوت طفلين يمنيين من قلب المأساة، من خيمة النزوح بين الصخور المنسية عزفت أوتار الحناجر الرخيمة أغنية لمست كل جراحٍ سببتها الحرب في شرقنا الحزين: نكابر…والوجع فينا وصل بالآه للآخر ولاندري….من الرابح ومن فينا هو الخاسر وغنينا…نخبي دمع غربتنا برغم أن الألم ظاهر ونضحك…ضحكة الخيبة فما حد بيننا شاطر تعبنا…ياعيون الحزن قولي للأمل يرجع وشبنا…في طفولتنا وطرف أيامنا يدمع ونحلم…ليش مانحلم بيوم الفرحة الكبرى ونفهم..كيف نتبلسم فلا داحس ولا غبرا ويكرم…من يصون الدم حامل راية البشرى.
في أيام التعب في زمن الضنك والآه هل يحق لنا فعلاً أن نحلم بيوم الفرح الأكبر، يومٌ لا داحس فيه ولاغبراء، يومٌ طبيعي يعيش فيه الأطفال على الأقل كما عاش آباؤهم حين كانوا أطفالاً.
حتى الأحلام يتوجب أن تنكمش في زمن الحرب لأن فسحة البارود تبتلع كل الأحلام ودخان القذائف يغشى البصائر قبل الأبصار.
شروق ديب ضاهر