الوحدة: 21-3-2022
أصبحتُ أكره أغصان الريحان المتواجدة بكثرة في الأسواق وعلى الأرصفة بمثل هذه المناسبات لأنها ارتبطت بزيارة قبرك، وأنت الأكبر من كلّ المساحات، فكيف استطاع قبر صغير أن يحتوي رفاتك الطاهر..
الناس في هذا اليوم يقبّلون أيادي أمهاتهم، وأنا أجالس دمعي، منتظراً أن يأتي من داخل القبر ذلك الصوت الملائكي الذي يسألني: لماذا لا تضع وشاحاً على عنقك في هذا الطقس البارد..
أتعلمين يا أمي، حتى اسمي لم يستطع أحد أن ينطقه بطريقتك، لقد فقدَ اسمي الكثير من بريقه، ومعناه، أيُعقل أن يكون الفراق قاسياً لهذه الدرجة؟
فتّشت في كتب الأدباء، وقصائد الشعراء عن أقوال جميلة أسمعكِ إياها، فلم أجد ما يليق بكِ، لم أجد ما يوازي إحساسي به عندما كانت خصلات شعرك تغمر وجهي، وعبيق رائحتك يشع بالمكان.
لكِ يا أمي التي ما زلتِ نابضة في عروقي، حتى لو غيّبكِ الموت كل الحب والحنين والاشتياق. أشرد فيكِ، وصوتك يعلو في كل زاوية من حياتي.. حفظ الله أمهات الجميع، وتغمد برحمته الواسعة من مضت منهن إلى دنيا الحقّ، والأم هي الوحيدة التي تستطيع أن تكون كلّ شيء في حياة ابنها.
غياث سامي طراف