سهرات مختلفة على وقع الشكوى الدائمة!

الوحدة :18-3-2022

كنا ننتظر ليالي الشتاء الطويلة لنغرقها بحكاياتنا التي لا تنتهي عن أيام زمان،وعن الأشياء الجميلة التي مررنا بها،أو تلك التي ننتظرها،وكان ليل الشتاء رغم طوله غنياً بكل ماهو جميل حول مدفأة يتراقص فيها اللعب دون انقطاع،وخلف طاولة عليها من الكستناء والتين اليابس والزبيب ما ينسينا البرد ولسعاته،أما في هذا الشتاء فقد تغير المشهد تماماً،وكثيرون لم يعودوا يحتملون منظر المدفأة دون مازوت أو دون حطب،وقد سيطرت على أحاديثهم هموم الحياة،وكيف يتدبرون لقمة يومهم أولاً بأول،وكيف أن معظمهم لم يعد بإمكانه تناول ثلاث وجبات باليوم وبأبسط مايكون.. يتحدثون عن راتب لا يكفي لأكثر من أسبوع، وعن ارتفاع أسعار كل شيء،وعن احتكارات يقوم بهم جشعون بعيدون كل البعد عن الإنسانية،وعن غياب عادات كثيرة كانت تحقق التكافل الاجتماعي بسبب الأوضاع الصعبة للجميع،حتى الدعوة إلى فنجان قهوة تحول إلى هم كبير مع ارتفاع سعر كيلو البن ليصل لأرقام خيالية ،إلى آخر قائمة المعاناة والتي قيّدت الجميع تقريباً. الهروب إلى النوم الباكر هو الحل،وساعات معدودات من النوم تبعد العقل والتفكير عن الإرهاق والذي قد تنتج عنه عواقب غير محمودة النتائج،على أمل أن تفرج هذه الضائقة على الجميع إن شاء الله.

ميسم زيزفون

تصفح المزيد..
آخر الأخبار