الوحدة : 9-3-2022
ندور بأسئلتنا في جلساتنا على ما يشغل بالنا هذه الأيام، أو عما نلجأ إليه لتمضية الوقت، وخاصة مع قلة مدة وصل الكهرباء، وقلّة الأشغال، وأول ما يخطر على بالنا هو أن نعود إلى مكتباتنا ونسلّم على الكتب الموجودة فيها، مع استحالة التوجّه إلى المكتبات لشراء كتب جديدة بسبب ارتفاع سعرها، وضعف القدرة الشرائية لدى الكثيرين. ربما يخالفنا أبناؤنا الرأي والأدوات، ويجدون في القراءة الالكترونية حلاً وملاذاً، لكننا كجيل نحب أن يكون الكتاب بين أيدينا، ومعظمنا يردد أن لرائحة الورق نكهة خاصة.. الاختلاف بيننا وبين أولادنا حالة طبيعية لأن كلّاً منا ينتمي إلى جيل مختلف بقناعاته وبأدواته، وعندما نقصّ عليهم ما كنّا نفعله عندما كنا بأعمارهم يستغربون، ويعتقدون أننا نبالغ. بالعودة إلى القراءة، قد تكون فعلاً هي المتنفس الأكثر فاعلية هذه الأيام، ولنقل ربّ ضارة نافعة، وأن نستعيد عادة القراءة والمطالعة ولو بالإكراه فهذا ناتج إيجابي للأزمة المعيشية المستمرة. أما فيما يقرأه أبناؤنا، فواجبنا كأهل أن نراقبه، القراءة جيدة، لكن يجب أن تكون متناسبة مع عمر وتوجه وأفكار كل شخص، فما يقرأه الخمسينيّ قد لا يصلح للمراهق، ومتابعة أبنائنا في هذا الخصوص أمر مهم، وإن كان الإقناع بأهمية القراءة والمطالعة لهذا الجيل أمراً صعباً للغاية.
إيفا الحكيم