الوحدة:27-2-2022
عليك أن تستيقظ بأي وقت، للاستفادة من ساعة كهرباء قد تأتي بعد منتصف الليل.اعتدنا على هذا الأمر وتأقلمنا معه، وأصبحت مواعيدنا مرتبطة بفترات مجيء الكهرباء أو انقطاعها. إذا كنتَ في زيارة إلى صديق ما، فعليك أن تصطحب معك شاحن موبايلك، لأنك لن تتجرأ أن تطلب شاحناً من مضيفك، فبالكاد تحظى بتغذية جزئية لبطارية هاتفك. وضع الكهرباء الحالي فرض علينا نوعاً من إدارة الوقت بشكل إيجابي، ونأمل أن تبقى هذه الإدارة قائمة حتى لو تحسّن وضع الكهرباء، لأن مشكلتنا المزمنة هي في عدم إعطاء الوقت الأهمية التي يستحقها، فهناك من يعدك أن يزورك الساعة الخامسة مثلاً ولا يأتي قبل السادسة، وكان هذه الساعة التي هدرتها في الانتظار لا قيمة لها! الحالة الإيجابية التي غالباً ما نفتقدها ترتبط بالوقت وأهميته، حتى خلال أوقات العمل والدوام الرسمي، قد يأتيك ضيف ويسرق من وقتك أكثر من ساعة وكأنه لم يفعل أي شيء! متى نحترم الوقت، ونقتنع أن الآخرين لديهم عمل، وأن وقتهم ثمين؟ حينها فقط قد نتحدث عن تطور في فكرنا وتعاطينا مع الأشياء.
غياث سامي طراف