إضاءة على ديوان شعري مراث لأيام هاربة

الوحدة 15-2-2022

 

في ديوانه الشعري” مراث لأيام هاربة” تناول الشاعر حيان محمد الحسن القضايا الإنسانية التي تلامس أعماق النفس البشرية وعوالمها الداخلية المشبعة بالهموم الوجدانية العديدة.

الديوان صادر عن منشورات اتحاد الكتاب العرب ويقع في مئة صفحة من القطع المتوسط رصد فيه الشاعر” الحسن” العديد من الحالات الإنسانية في المجتمع بكل أشكالها وأبعادها مؤكداً أن أفضل معبر عن هذه الحالات هو الشعر حيث تترجم إلى القصائد المعبرة عن المكنونات الداخلية للإنسان الذي – هو أصلاً – بحر من المشاعر والعواطف الجياشة المتدفقة.. الشاعر حيان الحسن عضو اتحاد الكتاب العرب جمعية الشعر يكتب وينشر في الصحف المحلية والعربية شاعر ومترجم للغة الفارسية حائز على إجازة في الحقوق ومن مواليد اللاذقية، جبلة، دوير الخطيب..

خلال قراءتنا للمجموعة ظهر واضحاً مهارة الشاعر من حيث تحكمه في أسلوب طرح الفكرة التي يريد أن يتناولها عبر قصائده الشعرية وقد وضع في نهاية الكتاب فهرساً تضمن عناوين الديوان المذكور وهي: كم أتعبني هدير دمي، وحيداً إلا من شغفي، متورط في عينيها، أوجاع الغياب، على حافة حلم، بين ضلوعي، أغاني الرحيل، الحزن مهنتي، انعتاق، دروب لم يفتلها الصقيع، محض سراب، كأسي الأخيرة، بلا عنوان، نافذة وقبلة، آخر أوراق الخريف، شغف، فاتحة الجنون، رصيف احتضاري، سر الهداية، آهات مغتالة، النزيف الأخير، قاب قبلتين ولهفة، احتراق، سأم، مثقل الخطو أنا، عاشق بدائي، لا توقظني لهفتي، مراث لأيام هاربة، طيف، خواء روح، همسة عتب، عابر حنين، لا تتركني وحيداً، ومما كتب على صفحة غلاف ديوانه الأخيرة ما يلي:

منذ ولادتي

رسمتها

بألوان قوس قزح

دروب انكساراتي

ومرّنت خطاي

فوق لظى جمرها

جيئة وذهاباً

منذ ولادتي

وأنا أتهجى

حروف القهر

شهقة.. شهقة

وأحصي طعنات العمر

الشقي

لا حدود لصبري

لا نهاية لأحلامي

لا وطن لحزني!!

ويلفت الشاعر بأسلوبه الشغيف في قصيدة” الحزن مهنتي” إلى الحزن الكامن في النفس والروح فكان موفقاً في اختياره للألفاظ المعبرة عن الحالة حيث قال:

الحزن مهنتي

وعبثاً أشرع نوافذي

للنجوم

والأحلام والريح

وعبثاً أهب ذاكرتي

للنعاس

وأفرش سرير الغيم

بالأسرار الزائفة

والغموض الفاضح

وفي السياق ذاته يعود الشاعر إلى طرح حالة الأسى والمعاناة برؤية شفيفة من خلال قصيدة ” رصيف احتضاري” التي جسدت معاني الألم النفسي والانكسارات والخيبات و الحنين ونقتطف منها المقطع التالي:

حين يشتد بي الحنين

وتعصف ريح الأيام

وتعلن روحي

انطفاءها

يشتعل الوقت ضجراً

والدروب جمراً

ويخبو ضجيج المسافات

ويصبح خافقي

شراعاً للسفر

وفي قصيدة ” مثقل الخطو أنا” رصد الشاعر مدى اليأس والحطام النفسي الذي يتعرض له الإنسان معبراً عن ذلك بالنشيج الذي أقلق روحه ونفسه ولكنه في الوقت ذاته يقبض على هذا الحزن المؤلم الذي أوجعه واخترنا منها الآتي:

مطعونة روحي

تتابع في وضح النهار

عزفها

أنا القابض على حزنه

كلما ضاق بي الوقت

تتسع في

عيني شمس المتاهة

ندى كمال سلوم

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار