الوحدة : 3-2-2022
على مسرح كلية فنون الأداء، قسم التمثيل في جامعة المنارة، قدم طلاب الدفعة الثالثة مشروع تخرجهم للفصل الأول بعرض مسرحي للكاتب وليم شكسبير بعنوان (العاصفة) من إخراج المخرج فؤاد حسن.
آلاف الشباب يتقدمون سنوياً للمعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق ليتم اختيار نحو (15إلى 20) طالباً مقبولاً، لتتحطم الآمال والأحلام بفرصة للدخول إلى عالم التمثيل، لكن إحداث كلية فنون الأداء في جامعة المنارة منذ سنوات منحت فرصة للشباب المتميزين الراغبين بالدراسة لتحقيق طموحهم وهدفهم.
تحدث الطالب حمدي عبد الرحمن حجيرة عن تجربته قائلاً: لطالما كان الفن ولاسيما التمثيل هاجساً كبيراً في حياتي، بداية كنت أدرس في كلية الهندسة الزراعية في جامعة دمشق، تقدمت لفحص القبول في المعهد العالي فنون المسرحية ولكن لم أوفق، فحملت أحلامي وتقدمت إلى فحص القبول في جامعة المنارة كلية الفنون الأداء وتمّ قبولي.
وأتوجه بالشكر لأساتذتي بما وصلت إليه، فقد قدموا لنا كل ما يملكونه من علم ومعرفة لصقل موهبتنا أكاديمياً، واليوم أقدم مشروع تخرجي للفصل الأول على خشبة مسرح جامعة المنارة، أمّا عن (العاصفة) فهي آخر مسرحية كتبها الكاتب الإنكليزي وليم شكسبير لتكون آخر نص إبداعي يقدمه شكسبير.
وحول الشخصية التي أؤديها (بروسبيرو) فهو دوق ميلانو الذي تعرض لخيانة من قبل أخيه، ونُفي هو وابنته ميراندا خارج إمارته بطريقة أقل ما يقال عنها أنها وحشية ولا تمت للإنسانية بصلة، ولكن بروسبيرو بما امتلكه من قوة سحرية استطاع أن ينتقم من كل من تآمروا عليه، واسترد حقه الشرعي وعاد إلى إمارته بعد أن سامح كل من ظلمه، وبعد أن تخلى عن قواه السحرية ليعود الحق إلى أصحابه.
الطالب علي حميدة: انتقل من كلية الهندسة الزراعية السنة الثالثة إلى كلية فنون الأداء في جامعة المنارة بعد أن نجح بالاختبارات ليحقق حلمه بالتمثيل بعد أن تقدم سابقاً لفحص القبول في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق ولم يحالفه الحظ، وأشار إلى أساتذة الكلية هم أساتذة كبار في المعهد وخرّجوا غالبية نجوم البلد بالتمثيل ولدى علي آمال عريضة لإعادة الدراما إلى أوجها كما كانت قبل الأزمة التي أثرت على الفنون كافة.
قال ميسم كحيلة مدرّس حركة مسرحية في الكلية: نُعنى بصنع الممثل من جميع الجوانب (التمثيل، الحركة، الجوانب الحسية، الصوت، الرقص…) وأنا أعنى بالجانب الحركي، كمادة حركة مسرحية، ومسؤول عن إعداد جسم الممثل من الناحية الرياضية، والعرض يتطلب مواصفات بدنية، وتوزع الأدوار بالمسرحية حسب الإمكانيات البدنية والمواصفات.
المخرج فؤاد حسن أستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية من عام 1995وللسنة الرابعة في كلية فنون الأداء، لفت إلى أن مشروع التخرج هو أول إطلالة للطلاب أمام الجمهور ليبذل الطالب كل طاقته وجهده لينجح والطلاب المشاركون بالعرض عشرة شباب وثلاث شابات وأكد أن أغلب المقبولين بالكلية كانوا مقبولين أكثر من مرة بالمعهد العالي للفنون المسرحية للمشاركة بورشة العمل، مشيراً إلى أن عمله بين المعهد والكلية لم يتغير، والهدف إعداد جيل قدر المستطاع ليكون مؤهلاً ليصبح ممثلاً جيداً بإعداده من جوانب عدة (الالتزام، الأخلاق، البحث عن مصادر للتعلم والقراءة والثقافة) فهو طالب باحث في هذه المرحلة من دراسته وأضاف الموهبة بالفطرة، هناك الموهوب والمجتهد، والاجتهاد صنو المعرفة فمن لديه مؤهلات يمكن تنميتها بالدراسة والاجتهاد، فيما يخص التحضير للعمل والملابس والديكور والإضاءة والمؤثرات الصوتية فإنها كلها من إعداد وتصميم الطلاب والأساتذة بالكلية.
عميد الكلية الدكتور سامر عمران، كان عميداً للمعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق لثلاث دورات مع تجربة بالمعهد على مدى ثلاثين عاماً استطاع الاستفادة من الإيجابيات لتكريسها، إضافة إلى إيجاد صيغ لما يجب تطويره في الكلية، علماً أن المعهد يتبع لوزارة الثقافة بينما كلية فنون الأداء تتبع لوزارة التعليم العالي، وحول اختيار اسم الكلية (فنون الأداء) أوضح د. عمران أنه في السنوات الأخيرة أصبح العنوان المعتمد، لأن كلمة (المسرح) تُحدث إشكالية وكأن الممثل يتخصص بالمسرح فقط، بينما المعهد لكل أنواع وأشكال الفن، ومع تغير تقنيات الحياة لابد من مواكبتها، تمّ افتتاح قسم التمثيل فقط حالياً، وبالخطة سيتم إضافة أقسام أخرى بانتظار صدور الصيغة الرسمية للتخرج من وزارة التعليم العالي وهي كلية معتمدة بالوزارة وأكد أنها تعتمد باحترام واحتراف المعايير العلمية والفنية المطروحة بالخطة الدراسية، وبذلك تمنح فرصة للراغبين بالتعلم، فمن غير المعقول ألاّ يوجد سوى المعهد العالي للفنون المسرحية في سورية، أنا مع انتشار المعاهد العالية للفنون المسرحية بالمحافظات، لكن سنقف عند توفر الكادر التدريسي الكافي، وهذا أمر غير متوفر، فالمسألة ليست بهذه البساطة، إنها معقدة جداً.
فالمعهد يتطلب أساتذة متفرغين وهذا أمر صعب محلياً وعالمياً وأمام انخفاض عدد المقبولين بالمعهد سنوياً لابد من وجود مسارات أخرى وبالنسبة للقبول بالكلية وبما أن العميد هو رئيس لجنة القبول أكد أن القبول والاختيار يأتي بعد اختبارات معقدة لمدة 15 يوماً تشمل الحضور، الصوت، الذكاء، الانفعال، سرعة البديهة، الاعتماد على الخيال واللياقة وأمور أخرى، ولا يؤمن بعبارة تأتي الدراسة الأكاديمية لتصقل الموهبة، إنّما من يمتلك مقومات تؤهله أن يتعلم ليتم إعادة التكوين والتنشئة، كالتفكير والجسد، والعلاقة مع العالم الخارجي والثقافة، ويجب الخروج من إطار التخيل بأن كل من سيتخرج سيتحول إلى تيم حسن أو سلاف معمار للخروج من تأطير الفن بقالب واحد وانفتاحه على التنوع.
وداد إبراهيم