الوحدة : 3-2-2022
ثمة من أوغل صدرك… ثمة من غيّرك… كنت كالبخور تضوع عطراً… تندى الحروف على شفتيك فتنتفض المعاني سحراً، ويشرق النور من عينيك فيتوهج المكان والزمان، ويستريح في مخدرات الروح حلم تبرعم في شغاف الصبا، ونما في شفة المنى…
أردته أن يكون طوافاً بأجنحة السهوب والوديان، يأتيني عندما تنام الحكايات على أكتاف الليالي المتعبة فيحوّل عمري إما بيدر أفراح، تندلق على جنباته أنساغ البشائر تتمتم: ثمة مطارح للورد فاطرح همومك على شواطئ الغابات، إلى سقسقة السواقي. ولا تبتئس..
أغلق شبابيك الخيبات المفتوحة على مدّ عمرٍ موغل بالتنهيدات، دعْ زهرات القلب تموسق ابتهالات الصباح ولا تبتئس… وإذا ما لفَّك الصقيع ورأيت النجوم تتثاءب والوجع يتسلّل إلى المفاصل فجدولْ فرحك باقاتٍ من الأحلام وافتح نوافذ البحر لتمتلئ عيون الشطآن… وخلِّ الودق يغسل تعباً عشش زمناً مجللاً لتمتلئ بنديف الشيب الملّون فوديك ولا تبتئِس..
لا أدري لمَ أحببتك، ولا كيف أحببتك، هكذا فجاءةً تلجلج القلب فصار تياهاً على أجنحة الغمام يحمل ودك، يقول للبدر، هل تشبهني؟ أنت تعشق النجمات وأنا أعشقه، كلانا متشابه يا بدر فلمَ أحس أنك تغيرت، أم أنني هرمت فغابت عني الرؤية الصائبة.
أنظر إليك وأنت تعبر الردهات، خطواتك مثقلة حيناً فأقول: لمَ ليس بإمكان المرء أن يكون طوافاً بابتسامته؟ طارحاً همَّ العمل ومنغصاته.
لمَ لا يكون المرء محباً؟
وفي زحم أسئلتي تصدمني إطلالةٍ لماكرٍ وأخرى لحاقد, وثالثة لمتملق ورابعة لوصولي فأعرف لمَ هي الخطوات تعبى…
وأراني، أعود فأسأل: لمَ تغيرّت، وأنا أريدك أن تبقى كما عرفتك…
وإني أحبك.
سيف الدين راعي