الفنان التشكيلي عيد شاهين: جديدي خريف الأموات

الوحدة 13-1-2022

ضمن تظاهرة الفنّ التشكيلي التي أطلقتها صحيفة الوحدة التقينا الفنان التشكيلي عيد شاهين، الذي بدأ حديثه بالقول: ليس كل حامل شهادة أستاذاً، وليس كل مثقف فيلسوفاً، وليس كل من حمل ريشة أصبح فناناً، الإنسان يولد فناناً، فالفن موهبة من الله، وهذا لا يكفي إذ عليه أن يجتهد ويثابر ويتابع الأعمال الفنية العالمية والمحلية، والفنان يجب عليه أن يكون متنوراً مثقفاً ملمّاً بكل الآداب، وإذا أحصينا عدد الفنانين في سورية قبل الحرب الإرهابية العالمية، فإنه لا يتجاوز عددهم خمسة عشر ألف فنان والبقية في الظل. وعن بداياته يحدثنا قائلاً: بدأتُ الرسم في سن مبكرة في المرحلة الابتدائية، تعبتُ كثيراً، استخدمتُ التراب الرمل الأعشاب وكل ما يخطر على البال، وبكل الصراحة لم ألقَ أي تشجيع من أي شخص لا من الأهل ولا من غيرهم، والسبب عدم إدراكهم لقيمة الفن ودوره في نهضة الشعوب والأمم، هذا بالإضافة إلى الفقر ولأنني في العائلة الوحيد الذي تعلم الرسم، لم أتتلمذ على يد أي فنان، فأنا لي بصمتي الخاصة المختلفة عن جميع الفنانين، لا أحب تقليد أي أحد، ولا أنتمي إلى أي مدرسة فنية.

لوحة ceed7

وعن أعماله يضيف: أعمالي منوعة مختلفة في مواضيعها، تأثرتُ بأجدادي الأوغاريتيين والآراميين والسريان والفينيقيين، فأول من نقل الفنون والآداب بكل صنوفها وألوانها إلى كل بقاع العالم قبل الميلاد بآلاف الأعوام هم السوريون، وهذا لا يعني أنني لم أتأثر بالفنانين العالميين الكبار. ثم يتابع: أستخدم في أعمالي الفنية الألوان الزيتية، هذا على القماش والخشب، ولدي أعمال فنية أخرى متمثلة في الحفر على الزجاج والفخار والخزف، منذ عشرين عاماً وأنا أقيم دورات للرسم لطلاب المرحلة الابتدائية حتى الثانوية، وتخرج من تحت يدي المئات، وفي بداية الربيع من هذا العام ستبدأ دورة جديدة، شاركتُ في عدة معارض في أماكن مختلفة، وأقمتُ معرضي الفردي الأول في المركز الثقافي بمدينة اللاذقية العام الماضي، على الرغم من الظروف القاسية التي مرت بها سورية. الفنان بحاجة لمؤسسة حكومية أو قطاع خاص لتسويق أعماله، فهناك فنانون كثر تركوا البلد، ففي الخارج يجد الفنان نفسه، ويعيش في بحبوحة مادية تغنيه. لا أرسم فقط إنما أكتب الشعر العمودي والشعر الحديث والشعر المحكي والخاطرة منذ الطفولة، بالإضافة إلى المقالات الأدبية. وعن عمله الفني الجديد يقول: العمل عنوانه: خريف الأموات.. زيت على الخشب ٣٥×٢٥ الموت مصطلح رمزي لم أقصد الموت الذي نعرفه كما نعلم ففي كل خريف تسقط أوراق الشجر.. أما أشجار الزيتون والسنديان وأشجار أخرى لا تسقط أوراقها.. الظروف عرّت الناس على حقيقتهم وسقطت الأقنعة، عرف الجميع الخائن من الوطني، والحرامي من الشريف، والمنافق من الصادق.. الخونة ماتوا وسقطوا كالأوراق المريضة، والشرفاء بقوا كأشجار السنديان والزيتون.. اللون الأصفر قصدتُ به الذهب، لأنه هو المعدن الوحيد الذي لا يتغير مع تغير الظروف المناخية، ولو بعد مئات الألوف من السنين، والناس معادن تظهر عند الشدائد والمحن.

 د. رفيف هلال

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار