الوحدة 11-1-2022
قيامة… هو عنوان الرواية الأولى للكاتبة سحر منير وسّوف، والصادرة عن دار دلمون للنشر والتوزيع في دمشق.
تثبت الكاتبة الجديدة وسّوف حضورها من خلال الرواية، ككاتبة قديرة، مبدعة لها شخصيتها الأدبية ضمن جوّ من المنافسة القوية بين كتّاب من أجيال مختلفة.
وكانت قد شاركت (قيامة) في معرض دمشق الأخير للكتاب نهاية عام2021.
كانت لنا مع الكاتبة وقفة سريعة لتُطلِعنا أكثر على الرواية وتجربتها.
عن بداياتها مع الكتابة؟ تجيب:
محاولاتي الكتابية كانت مبكرة منذ المرحلة الإعدادية، خربشات وخواطر، واستمرت في النمو والتطور إلى أن تخرجت من الأدب الإنكليزي، ولكن عندها خطفتني الحياة من نفسي لأخوض معترك الأمومة، إلى أن جاء الوقت في عام 2019 لأنشر أول كتاب نصوص شعرية بعنوان (فراشة) الصادر عن دار بعل في دمشق.
وبالرجوع للحديث عن مضمون الرواية وشخصياتها ورسالتها توضّح:
رواية (قيامة) كنت قد بدأتُ كتابتها من عام 2008 وقمت بإضافة أشياء بسيطة عليها لتتوافق مع ظروف الحرب التي مررنا بها.
هي محاولة خلق روح جديدة في الإنسان والوطن عبر استعارات مجازية، واضعة قيماً كبرى تحت المجهر من خلال تقديم رؤىً فلسفية تستحثُّ روح الإنسانية التي شارفت على الانقراضِ بفعل التسيُّد الفكري الماديّ المفرط وتحييد الروحانيّات، والعمل على ميكنة الإنسان وتشويه روحه وتسطيح وعيه، ودفعه قسريّاً إلى اعتماد الحياة الاستهلاكية السريعة والخالية من أيّ قيم أو عقائد، وتتابع:
لا تخلو الرواية من الوعظ والإرشاد من باب عرض فلسفة الشخوص من منظورها الشخصيّ، وإتاحة إمكانية قطف بعض الحِكم مع عدم إغفال المتعة عبر لغةٍ باذخةٍ مثقّفة وشاعرية، وأيضاً عبر تقديم أنماط مؤمثلة بالواقع.
بالنسبة للشخصيات الأساسية، عرضتُ (نينا) السّورية من أمّ روسية، من خلال سرد مُسهَب، وكيف أنَّ رحمة الله منحتها عمراً آخر، بعد محاولتها الانتحار، لتشقِّ الدرب الوعر بكلّ صلابة وتخزِق سِفر التّدجين القميء، وتُبحِر بنا في باحة الإرادة والإيمان والعشق الروحاني النقي من كل دَنَس، ولتطبّق بكلّ أمانة، ما زرعه في وجدانها حبيبها (علي) قبل مقتله على يد أبناء جِلدتِه الفاسدين:
(المحبّة دين الله، وأشهد أن لا دين إلّاها).
وعن خططها الكتابية المستقبلية؟ تجيب:
أنا في صدد تقديم روايتين جديدتين هما: (جائحة بين الهامش والمتن) و(أؤمن بإله سقراط) آمل أن تكونا مؤشرين واضحين على نضج تجربتي الكتابية وأرجو أن تنالا إعجاب كلّ من يقرأهما.
مهى الشريقي