الوحدة 8-1-2022
الأديب والشاعر نعيم ميّا، قدّم لنا قراءته لكتاب (المرأة في دوائر العنف) للكاتب الباحث حسن إبراهيم أحمد:
كتابٌ يتحدّث عن قضيّة مُتدفّقة كالسّيل، حاضرة كالضّوء، كظلام الّليل، هي قضيّة المرأة والعنف الّذي تتعرّض له، مُبيّناً أشكاله المختلفة، هذه القضيّة الّتي يطرحها الكاتب مؤكّداً أهمّيّة الدّعوة إلى حلّها عبر المجتمع الأهليّ بكلّ تجلّياته، مؤكّداً – الكاتب – أنّ مسألة تحرير المرأة من العنف إنّما تعني هدم ثقافة وبناء أخرى، كما يؤكّد أنّ القضيّة اجتماعيّة بجدارة، إذ إنّها نتاج علاقة الأطراف الاجتماعيّة، وكيف تمّ تصنيف الرّجولة وربطها بمفهوم القوّة والشّدّة والمواقف الصّلبة، ومواجهة الصّعاب والقوّة البدنيّة، أمّا الأنوثة فقد حُصرتْ في الرّقّة والّلين والضّعف والابتعاد عن الخشونة، علماً أنّ هذه الصّفات الّتي حُصرتْ بها الأنثى ليست صفات سلبيّة ولا نقائص، بل هي المعبّرة عن جماليّة الحياة وما فيها من قيم رفيعة.
كما نجد الكاتب قد أكّد أنّ العلاقة بين الرّجل والمرأة ليست علاقة تناحُر ولا هي علاقة ثأريّة، بل هي علاقة تكامل لا فكاك منه، وتناول الكاتب أهمّيّة الاعتراف بأنّ المرأة حقّقتْ حضوراً (علميّاً – وظيفيّاً – مجتمعيّاً – سياسيّاً … إلخ) جيّداً في المجتمع، ممّا دفعه إلى الدّعوة عن فكرة تقديم المرأة كـــ وردٍ على موائد الكبار.
وممّا يُسجّل للكاتب طريقة عرضه للقضيّة عبر الخطّ المُغلق، فخطوط البحث تتشابك وتتقاطع وتتلازم فلا يمكن أنْ نجد امرأة مقموعة جسديّاً دون أنْ تكون مُستبعَدة من حقول الحياة الفاعلة، فكلّ دائرة تُفضي إلى أخرى وتتداخل فيها، وفي نهاية المطاف نجد أنّ الكاتب يؤكّد أنّ الخروج من المأزق إنّما يحتاج إلى أنْ تنتصر المرأة على ضعفها أوّلاً، وإنْ لم تفعل فلن ينتصر لها الآخرون، كما يجب الانطلاق في هذا الأمر من التّحرّر العقلاني الفاعل والّذي يتجاوز التّحرّر الشّكلاني المُشاهَد.
ريم جبيلي