الوحدة 8-1-2022
لن نجلد أنفسنا، ولن نسقط في عمومية الأحكام، لكن ثمة أكثر من (شاهد) على انصرافنا عن القراءة، أو تدنّي نسب ممارسة هذه (العادة الجميلة)..
في الأسباب…
ليس لدينا الوقت الكافي، وإن توفّر فهناك ما هو أهمّ من القراءة وأكثر ضغطاً، ولقمة العيش تستنزف كل وقتنا، وبالكاد نؤمنها، وبالتالي فإن العقل الذي يفكّر بتأمين رغيف الخبز سينصرف عن (حاجته العليا)، ولو إلى حين..
وفي الأسباب أيضاً، ورغم حضور بعض معارض الكتب شبه المجانية (في جامعة تشرين مثلاً)، فإنّ العائق المادي للقراءة ليس وحيداً، إذ أنّ هناك صدوداً غريباً عن القراءة، يفضحه الصدود العلني عن حضور الأنشطة الثقافية من محاضرات ولقاءات أدبية وفكرية، غلى شكوى أصحاب المكتبات (تحقيق سابق للوحدة)، إلى مشاهدات يومية، إلى ممارسات في كلّ بيت يمتلك شبه مكتبة، لا أحد ينفض الغبار عن كتبها إلا ربّة المنزل بقصد النظافة..
وفي الأسباب أيضاً، فإن الانشغال بـ (الفيس بوك) واللغة (المراق كبرياؤها) في منشوراته، أصبح الوجهة شبه الوحيدة لثقافة هذا الزمن، والمنصّة الوحيدة التي يلتقي فيها 36% من سكان الأرض (ملف جريدة الوحدة أمس).
وفي النتائج…
لا نقرأ، وإن قرأنا فمن أقلّه، ولا نستطيع أن نوّرث أبناءنا عاداتنا لأننا تخلّينا عنها، وبالتالي هي دعوة متجددة للقراءة..
أردنا التعريف ببعض العناوين الجديرة بالقراءة (من وجهة نظر ضيوفنا)، فكانت هذه اللقاءات مع شرائح مختلفة، نتمنى أن تكون إحدى نتائجها العودة إلى القراءة تدريجياً…
بقلم رئيس التحرير غانم محمد