الوحدة 4-1-2022
تمتلك إحساساً صادقاً ومرهفاً تترجمه عبر لوحاتها التشكيلية بشفافية مطلقة عاشقة للمفردة التراثية والألوان الحارة, لوحاتها تحمل بعداً خاصاً ينقلنا إلى عالم ساحر مؤثر ذي تناغم لوني لافت, والعناصر لديها تتحول وتزدحم لتملأ جسد اللوحة بمفردات مكثفة تختزن بيئتها المشاهد البصرية والمفاهيم الروحية.
عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين بسورية, وفي جمعيات عدة منها: بيت التشكيليين- أصدقاء الفن لها مقتنيات كثيرة داخل وخارج سورية منها: المتحف الحربي- مديرية الثقافة. أقامت الكثير من المعارض داخل وخارج القطر. تحمل رسالة تربوية فنية. إنها الفنانة التشكيلية: ليلى محمد طه, ومعها كان حوارنا الآتي:
– المتتبع لأعمالك يلاحظ سيطرة المفاهيم الشرقية والروحية, فما تعليقك؟
– تناولت في أعمالي واقعاً وراء المعاني, وهو معادل للروح من جهة وللعقل من جهة أخرى يخضع إلى التوازن والتحولات. فأنا أرسم ما أراه وأحس به. أرسم بكل حواسي ومشاعري فالإنسان هو منظومة غرائز وعواطف وأفكار, كذلك الشحنات التي تتغلغل في كل أثاث البيت العربي الشرقي مثل الكراسي, الستارة, الأصص المزهرة المزخرفة بفناء مشرقي متضمناً أبعاداً تراثية إلى قضبان النوافذ المتوازية خلف النظرات المرتقبة لحركة ما في العالم الخارجي ليغدو البيت العربي بمجمله رحماً أسكن في داخله لأنشد الانفراج والتحليق.
– في لوحاتك هيمنة ثنائية الظل والنور حتى في التفاصيل الصغيرة وصولاً إلى اللوحة الكاملة, فما هو مفهومك لهذه الثنائية؟
– تعتمد اللوحة على الضوء ومصادره, وهي تكشف سر العتمة المنبثقة من زوايا مختلفة في تفاصيل اللوحة لإظهار روحانية المكان وحميمية الأشياء بهذا الوميض اللون البرتقالي المشع في الفراغ, والذي يهرب من ثقل البني المعتق ليعلن لحظة الانفجار, وقد يكون الأمل والحلم لرؤية العالم أكثر سلاماً ومحبةً وإنسانية, وقد يعبر أيضاً عن التناقضات من وهج الضوء وانعكاس أشعة الشمس.
– هناك تزاوج بين التجريد الزخرفي والتشخيص/ الرمز/ في لوحاتك, فما قولك؟
– صحيح أعمالي هي مزيج بين دعامتين أساسيتين: التجريد والرمز, واللوحة هي مساحة للتواصل ومساحة للحوار والتأمل واستنباط الانفعالات والمشاعر. تناولت الموروث والعناصر المعمارية ومنها أصوغ عناصري وأجردها من شكلها التقليدي بطريقة قابلة للحياة وقادرة على التعبير.
فمكان المربع مثلاً: رمز البيت, والمثلث والدائرة رمز للديمومة.
أما الرمز أو التشخيص الذي أضمنه المعاني يشكل عندي مفاتيح اللوحة, ويكون بمثابة إشارات تساعد على قراءة العمل عندما توظف العناصر, وتكون مفتاحاً لرؤية بصرية تسحبك إلى أبعد من اللوحة, إلى ذات الفنان نفسه, أي روحه المصلوبة على القماش ليريك من خلالها شماعة ذاته, وماذا علق عليها من بقايا آمال وأفراح والأثر النفسي الذي غيبته وأبقيت على أثره : كرسي, صندوق, جدار, نافذة مغلقة إلا من بقايا أمل لوني أبيض محققة حالة الفرج والانعتاق والتحليق بحرية
رفيدة يونس أحمد.