الوحدة: 2-1-2022
ورد في كتب التراث أن أمير إشبيلية المعتمد كان يتنزه في مرج الفضة، برفقة وزيره وصديقه الشاعر ابن عمار، وكان من عادتهما أن يلقي أحدهما شطراً من الشعر فيكمله الآخر، نظر المعتمد في ذاك اليوم إلى نهر الوادي الكبير وابتدر صاحبه بالقول: صنع الريح من الماء زرد لكن ابن عمار لم تسعفه بديهته بالإجابة، وكان على النهر مجموعة من الجواري يغسلن ثياباً، فأجابت إحداهن: أي درع لقتال لو جمد نظر المعتمد إلى الجارية، فأعجب بحسنها وفطنتها وأدبها، سألها من أنتِ؟ فقالت: اعتماد جارية الرميك، فاشتراها من الرميك وتزوجها، وهام بحبها، وقد كتب لها أعذب الشعر ومنه، أبيات ساحرة ضمَّن بداية كل بيت منها حرفاً من حروف اسمها، فإذا جمعنا الحروف من أوائل الأبيات، تشكَّل لدينا اسم اعتماد وكأن أطراف الأبيات مطرزة بحروف اسمها، وقد أطلق النقاد على هذه الظاهرة اسم فن المطرزات الشعرية، وهذه هي الأبيات:
أغائبة الشخص عن ناظري..
وحاضرة في صميم الفؤاد عليك السلام بقدر الشجون..
ودمع الشؤون وقدر السهاد تملكت مني صعب المرام..
وصادفت مني سهل القياد مرادي لقياك في كل حين..
فيا ليت أني أعطى مرادي أقيمي على العهد فيما بيننا..
ولا تستحيلي لطول البعاد دسست اسمك الحلو في طي شعري..
وألفت فيك حروف اعتماد
د. رفيف هلال