شتاء مختلف مع الشاعرة حنان عبد اللطيف

الوحدة : 30-12-2021

 

 كم تشتاق الحروف للانعتاق من قيود العزلة بعد أن كانت مخبأة بين دفتي الشوق واللهفة فالحس الوجداني الأنثوي أشبه بالحب المكنون الذي يرهق العاشق المنتظر لحظة البوح بفارغ الصبر. الشاعرة حنان عبد اللطيف لديها مخزون ثقافي وحس مرهف وتمتلك أدوات الشعر بحروفه وأسراره وجمالياته، فمنذ نعومة أظفارها تكتب الأشعار خفيةً دون أن تطلع أحداً عليها، واجتهدت يوماً بعد يوم إلى أن نضجت قصائدها وأصبح الشعر ميدانها الذي تبرع به للتعبير عن خوالجها الوجدانية. في لقاء مع الشاعرة حنان عبد اللطيف حدثتنا بداية عن نشأتها ومسيرتها في كتابة الشعر: ترعرعت في كنف أسرة مكافحة ومحافظة تدرك جيداً بأن العلم والأخلاق هما الوسيلة الأولى لبناء الإنسان وتكوين شخصيته، فمنذ طفولتي وأنا أقرأ بشغف روايات عربية وعالمية والدواوين لشعراء عرب قدامى ومعاصرين، مثل روايات حنا مينه والشاعر نزار قباني، ولكن الشخصية التي أحبها وأجد نفسي بين طيات حروفها هي شخصية الشاعر الكبير محمود درويش. في المرحلة الثانوية كتبتُ (والحديث للشاعرة حنان) الخاطرة وبعض القصص القصيرة التي تلامس الوجدان الأنثوي لشابة في مقتبل العمر، وكلها كانت محاولات طي الكتمان ومخبأة في الأدراج. و تابعت: حصلتُ على الشهادة الجامعية من كلية التربية ثم أكملت تحصيلي العلمي ونلت شهادة دبلوم تأهيل تربوي من جامعة دمشق، حالياً أعمل مرشدة نفسية وأحب عملي جداً وطالباتي. لقد تطورتْ كتاباتي وتوسعتْ نتيجة صقل الموهبة وتبلورت شخصيتي وخبرتي بين الماضي والحاضر لتنساب كتاباتي، حيث كتبتُ النص النثري والقصص القصيرة والنص السردي والومضة، وشاركتُ في عدة مهرجانات شعرية وأمسيات أدبية في اللاذقية وجبلة وبانياس . – ماذا عن مجموعاتك الشعرية؟ – لدي مجموعتان شعريتان هما ( طواف عشتار و موائد العشق ) والمجموعة الثالثة قيد الإنجاز وتحمل اسم ( أنثى المطر ) وجميعها قصائد تحاكي الوجع العام حيناً والوجع الخاص حيناً آخر، فالشاعر ينبغي أن يلامس هموم الناس ومشاكلهم وأن يحاكي عقولهم لا أن يحلّق في الأعالي وكأنه في كوكب آخر، وأن يؤمن بأن الأدب هو رسالة ينبغي تأديتها إلى القارئ بكل أمانة وحكمة. – ما هي هواجسك في عالم الشعر؟ – نمرّ بفترة قلق وترقب لما آلت إليه الكلمة عموماً في ظل انتشار لا محدود للشعراء، ولا أعتقد أن الجميع يستحقون هذا اللقب، وكم يتبادر إلى الذهن عن دور الجهات المختصة ومسؤولية وزارة الثقافة في التصدي لهذه الظاهرة، في حين أن هناك شعراء وأدباء مغمورون لم يسمع بهم أحد، فما نحتاجه هو تسليط الضوء على هكذا أدباء و شعراء والابتعاد عمن لا يستحق الشهرة، فهذا أدب سيورث لأجيال قادمة، فأين نحن من عمالقة الأدب مثل (طه حسين والعقاد والماغوط وغيرهم كثر )؟! ، وطبعاً لا أنكر بأن هناك أقلاماً رائعة ولكن يفترض غربلة هؤلاء حتى يأخذ كل ذي حق حقه . _كيف يأخذ الشاعر مكانته اللائقة ويلاقي جمهوراً متابعاً لنتاجاته؟ – حتى يأخذ الشاعر مكانه في ظل الوضع الراهن يحتاج عموماً إلى تطوير نفسه ويعمل على ذلك بالقراءة والمطالعة وأن يتعرف على نتاج الغير كي يكون قادراً على طرح نفسه بأسلوب متجدد ومتطور يلائم روح العصر . – و أخيراً من نص شتاء مختلف للشاعرة حنان نقتطف : باردة هي قهوتي هذا المساء وأحلامي مكتظة برماد سجائري وقد أتعبتها استعارة الحواس لظلٍ جديد عند أول اشتعال لها …! وأنا منذ أول ضمة للبرد يدنو مني شراع هزيل وشمس غاربة والمطر أتعبه النأي والمحطات الهاربة …! شتاء شتاء يصحو مسرعاً من حقائب محنطة يصرخ بملء برودته ردوا لي جمر الحكايا أيقونة مواسمي قبل أن تبتلّ الشواطئ بدموع النوارس فيضيع الصدى بين الغبار و آهات الضباب الحبيس من رؤى شاردة …! على رسلك أيها الشتاء القادم من آخر المراكب المسافرة على عجلات لا تقوى على النفي والاغتراب انتظرني هناك … عند الرصيف المقابل لآخر قصيدة كتبتها على جبين الموائد المحملة بنشوة الجوع الكافر حطبي لم ينشف جرحه بعد من ندى الأقحوان …! و فيضي فتياً لم يبلغ عامه الأول بعد الفطام القسري عن أمه الموءودة بالخذلان …! على رسلك أيها الشتاء مازال الوقت مبكراً بعد لإشعال فتيل مؤجل في ضمائرنا منذ فجر الخيبات وحتى آخر رغيف للعذاب …! _ على رسلك يا شتاء انتظرني _

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار