الوحدة 25-12-2021
هي الأيام جدول، أو لعلها صخرة (حطها السيل من عل)، تتسارع نحو مهوى الموت، يجذبها إليه، عراها من لحظاتها، أذبلها عطش العمر في حقل الأسابيع البور، ومتاهات الأشهر الإثني عشر الساردة قصص الوجع الممض كجرح نازف من- وعلى – صاحبه، لا يتوقف شلال دمه الجارف خارج شفتيه المكلومتين.
الإعصار الزمني يضرب رصيف الحياة بعنف، يحطم بتنينه كل المراكب المتكسرة، كل الزوارق المهترئة، والباهتة ألوانها ، يشلحها على رمال الشاطئ يخرجها كرماد التنور خارج ناره، هي الأمواج تعبث بما تبقى من حطب المراكب وقد وصلت إلى نهاية رحلتها.
موجوعة هذه السفائن كانت تمخر عباب بحر الحياة والأعمار، الآن هي خامدة، كجثث هامدة تقدم كقرابين لنار الكوانين في اشتعالها الأخير قبل الترمد والعجز واستجداء القوة على قارعة الطرق المتهالكة حجارتها بانتظار جرافة السنين.
إعصار الفصل المطري الثلجي البارد والغاضب شمر عن ساعديه، من يتحداه!
هز كل شيء، جاء على شيء، قال كلمته الفصل، هدد، توعد، قرر:
أيتها الأعمار سأقطفك.
أيتها الأعناق سألويك.
لن تقوي
لن تتمكني من مجابهتي، سأرديك، لن توجعني مهما أبديت من استرحام توسلاتك،
سأعرف كيف أعري الشجر من اثواب الخضرة، ألبسها بياضا تلك الأغصان، لن أهتم للبرد يهلك كل مفاصلها ، يحطمها يذريها في كل مكان!
إعصار الزمن يراود أوراق الأيام ، يتسلل إلى غرفة إنعاش الحياة، يتسلق جدار العمر، يهز الروزنامة السنوية يضعف عنها أوكسجين البقاء، يشهد احتضارها، ينزع أنفاسها نفساً نفساً، لقد شاخت، لم تعد تقوى على السهر على الجدار، لم تعد تستطيع الانتظار، الرحيل قدرها، لكنما يولد – من رحم المستقبل – عام جديد من لحظة الاحتضار.
قبل نقطة آخر السطر:
كالعنقاء نقوم من الرماد..
كل الحياة لنا. .
ولنا كل الفرح والسعادة
والمجد للوطن.
وحماة الديار..
وكل السواعد التي تبني..
تعيد لسورية الإعمار..
خالد عارف حاج عثمان