في أيام الفن التشكيلي, دمشق وفيينا في ( أنثى الظل والضوء )

الوحدة : 22-12-2021

 

 لا يأبى السوري إلا أن يسطر قلبه على كل المسافات الواصلة بين سوريا وكل بقعة في العالم , وفي تشكيل تاريخها ظلت سورية توشم دوماً أجمل اللوحات الحضارية والتاريخية, من أرض الفنون و برعاية وزارة الثقافة السورية واحتفالاً بأيام الفن التشكيلي, أقيم مؤخراً حفل توقيع إصدار جديد للأديب والكاتب طلال مرتضى بعنوان ) أنثى الظل والضوء يتضمن قراءة في التجربة التشكيلية النسوية النمساوية الكتاب من ١٤٣ صفحة دار بعل يحتوي بين دفتيه نبضات من تجربة ١٦ فنانة تشكيلية نمساوية, في الصفحات الأولى عن تطور الفن والحضارة في النمسا تأتي أهمية هذا الإصدار البحثي, كونه يضيف جسر تواصل بين سوريا وفيينا من أبناء سوريا, الذين ما فتئوا يحملون أفئدتهم منها وإليها .

. *قام بالقراءة النقدية للإصدار كل من الكاتب والناقد الدرامي عمر محمد جمعة والفنان التشكيلي طلال البيطار .أما تقديم هذه الأمسية وإدارة الحوار وكلمتها في هذه الأمسية فقد قامت به الإعلامية إلهام سلطان التي بدأت حديثها قائلة:

” يرسمون تراتيل إبداعهم في روابي قاسيون بين بردى والدانوب أنثى الظل والضوء هناك من وراء الضباب , خلف البحار السوريون موصولون إلى رحم الوطن بمشيمة قدسية .. معمدون بزيتونها عيونهم شاخصة إلى شمسها الدافئة. يشعون من بين ذرات ترابها رغم المسافات الشاسعة يرسمون نهر الدانوب على ضفاف بردى لتشرق شمس دمشق في فيينا ليرتل الدانوب وبردى قصيدة أنثى الظل والضوء للكاتب طلال مرتضى من هناك من وراء الأفق يطل علينا الكاتب مرتض حاملاً بين خافقيه رسائل الياسمين لأرض الشمس, يكتبون ,يرسمون, يبدعون ويعمدون أعمالهم بعطر بردى وبوح ياسمينها شكراً للكاتب طلال مرتضى على كتابه وعلى الإصرار على توقيع كتابه في ارض الوطن في سورية بوابة التاريخ ومهد الحضارات في دمشق السلام والحب معاً لسورية الأجمل “.الكاتب والناقد الدرامي عمر جمعة وفي قراءته النقدية للإصدار والتي أسماها “التشكيل النسوي النمساوي بعيون سورية ” فقد قال في بدايتها بموجز:” على ركنين أساسيين هما محاولة تقديم مقاربة وتجريب نقدي في التجربة التشكيلية النسوية النمساوية، والسعي إلى إنجاز توثيق بيوغرافي يبني طلال مرتضى فصول كتابه “أنثى الظل والضوء” وما بينهما الإجابة وعبر ست عشرة فنانة”. كما تناول جمعة ما ورد في الكتاب عن التطور التاريخي لدور المرأة الفاعل وخاصة أبان فترة الحروب وخاصة فترة الحرب العالمية الأولى والثانية وما لحق بهما من دمار للبنية المعمارية والنفسية كما أشار جمعة إلى الدور الفاعل للتأثير الديني والكنسي على هذا الفنون عامة وعلى النتاج الفني النسائي بشكل خاص, كما تناول موضوع التأثر والتأثير بالثقافات والفنون الأوروبية الأخرى كالإيطالية والألمانية , يقول في مقطع عن ذلك:” . نعم إنها “ڤيينا” بدءاً من الإرث الباروكي والهندسة المعمارية الغنية، والفريدة المعقدة، وصولاً إلى تحولات المدارس الفنية في مطلع القرن العشرين والتغيير الجذري في الزخرفة الباذخة والالتواءات المعمارية التي كانت سائدة من قبل”.  

كما استقرأ جمعة ما ورد في الكتاب من هذه التحولات البنيوية والفنية التي تناولها طلال مرتضى من الفنانين والفنانات عبر العصور واستعرض أسماء الفنانين والفنانات , كل فنان والمدرسة التي ينتمي إليها وتأثر بها وكانت واضحة المعالم في نتاجه الفني”

. *أما الفنان التشكيلي طلال بيطار فكان له قراءته الفنية التحليلية التي قال فيها:” إن كتاب “أنثى الظل والضوء” إضافة مهمة للمكتبة التشكيلية في سورية، إذ عرفنا الكاتب طلال مرتضى فيه على الحركة التشكيلية النمساوية من زاوية البحث في تاريخ هذه الحركة وتسليط الضوء على تجارب وشخصيات ست عشرة فنانة كان لهن بصمة متميزة في التاريخ التشكيلي النمساوي المعاصر. وأشار بيطار إلى أن الكتاب يعدّ وثيقة بيوغرافية ومقاربة نقدية اختار الكاتب فيها أن يتحدث عن تلك التجارب بلغة أدبية فلسفية أكثر منها فنية، فهو أديب وروائي ولا بد أن تطغى في ذلك لغة الكتابة السردية على التحليل الفني للوحات التي كانت محور البحث في الكتاب. ورأى بيطار أن سلاسة التعبير وموضوعيته، إضافة إلى الصور التوضيحية التي أتت كأمثلة وشواهد، كانت من عوامل نجاح الكتاب، فالأستاذ طلال مرتضى سعى في هدفه الأسمى إلى مد جسور التواصل بين دمشق وفيينا عبر “أنثى الظل والضوء”، وتقديم صورة عن المجتمع النمساوي، حيث لا بد للمغترب أن يتماهى أحياناً مع الثقافة الوافد إليها ويحاول أن يعرف عن هذه الثقافة برؤية إنسانية مختلفة” .

 *في ختام الأمسية وكما في بدايتها الذي استهله الأديب والكاتب طلال مرتضى بالترحيب وفرحه بتوقيع إصدراه في وطنه الحبيبي سورية, قال:” حين يكون طلال مرتضى حاضراً بدمشق بهذا التكريم فهذا يعني لي لأكثر من كثير. .فكرة أنثى الظل والضوء قامت على التضاد القائم في متن العنوان. حيث تناولت تجربة ١٦ فنانة نمساوية وجمعتها في كتاب واحد، المقارنات والمقاربات التي اشتغلت عليها جاءت بعين الرائي الشغوف العليم وليس الناقد الأكاديمي، وهذا أعطاني مداً كي أقارب تلك التجارب مع اليومي.. الفن كحالة هو جواز سفر يمكن لحامله عبور كل الحواجز، لكون الفن مثل الموسيقى يستطيع الناس باختلاف ألسنتهم فهمه. .القصد من وراء فكرة الكتاب، تندرج تحت ما اسميه التجسير، بناء جسور من خلال الفن والأدب ما بين الوطن الآن ووطن الاغتراب بين الشرق والغرب وهو فاعل عندما أبدت السياسة بهذا فشلاً ذريعاً”.

سلمى حلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار