ظاهرة التنمر وآثارها على الأطفال والمجتمع

الوحدة : 22-12-2021

تعتبر ظاهرة التنمر في مجتمعنا ظاهرة عدوانية وغير مرغوب بها تنطوي على ممارسة العنف والسلوك العدواني من قبل فرد أو مجموعة أفراد نحو غيرهم ، بهذا الوصف لظاهرة التنمر تحدث الدكتور كنان الشيخ دكتوراه في علم النفس العام بأن هذه الظاهرة تُعبّر عن افتراض وجود اختلال في ميزان القوى بين الأشخاص ، فالأشخاص الذين يمارسون التنمر يلجؤون إلى استخدام القوة البدنية للوصول إلى مبتغاهم من الآخرين ، وفي كلتا الحالتين سواء أكان الفرد من المتنمرين أو يتعرض للتنمر. فإنه معرّض لمشاكل نفسية متعددة . والتنمر كما أوضحه د. الشيخ هو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف( في الغالب جسدياً) وهو من الأفعال المتكررة على مر الزمن. أنواع التنمر توجد أنواع محدّدة لسلوكيات التنمر منها : الإساءة اللفظية أو الخطية / كاستخدام أسماء أو ألقاب الأفراد كنكات أو عرض ملصقات مسيئة للآخرين ، والشتائم والتحقير والسخرية ، والتنمر البدني كالضرب أو الركل أو إتلاف الأغراض ، استخدام العنف مثل التهديد بالعنف ، والتحرش الجنسي الذي يعتبر سلوكاً غير مرحب به ومزعجاً جداً و يُسبب الخوف والإهانة للضحية وقد ينتج عنه جريمة ما ، ومن الأنواع أيضأ التسلط الالكتروني وذلك باستخدام الإنترنت أو الهاتف للسخرية أو التهديد أو الإجبار عبر الرسائل الالكترونية أو الرسائل النصية أو أن يتم اختراق الحساب. هل تعتبر كل المضايقات تنمراً ؟ لفت د. كنان إلى أنه لا يوجد طفل لم يتعرض للإغاظة أو المضايقات من أخ أو صديق ، وهذا لا يُعتبر شيئاً ضاراً إذا تم بطريقة تتسم بالدعابة والود المتبادل المقبول بين الطرفين ، لكنه يعتبر تنمراً عندما يكون الكلام جارحاً ومقصوداً ومتكرراً ، بحيث يتخطى الخط الفاصل بين المزاح والمضايقات البسيطة ، ويستخدم الأطفال المتنمرون قواهم( سواءً أكانت جسدية أو معرفتهم بمعلومات حساسة أو محرجة عن الطفل المتنمر عليه ) للتحكم أو لإلحاق الأذى بالآخرين ، وتوجد ثلاثة معايير تجعل التنمر مختلفاً عن غيره من السلوكيات والممارسات السلبية هي ( التعمد والتكرار واختلال القوة ). كيف يؤثر التنمر على الطفل الذي يتعرض له ؟ ذكر د. الشيخ بأن الاختلافات الشخصية وشدة الفعل المسيء ومدته تؤثر على قوة الآثار التي تتركها على الطفل ، ومن تلك الآثار الشائعة/ فقدان الثقة بالنفس وفقدان التركيز وتراجع الأداء المدرسي والخجل الاجتماعي والخوف من مواجهة المجتمعات الجديدة ، واحتمال حدوث مشاكل في الصحة النفسية مثل: الاكتئاب والقلق وحدوث حالات الانتحار ، وتظهر الدراسات أن الأطفال المراهقين الذين يقومون بالتنمر على الأطفال الآخرين بصورة متكررة قد يعانون من الفشل في الاستمرار في الوظائف أو تكوين علاقات صحية . علامات تعرض الطفل للتنمر توجد العديد من الإشارات والعلامات كما بيّن د. الشيخ التي يلاحظها الأهل أو المعلمون والتي تدلهم على أن هذا الطفل يتعرض للتنمر وتساعدهم على اتخاذ الخطوات المناسبة لعلاج الأمر منها؛ تحول الطالب لشخص عدواني وافتعاله للشجارات والتراجع الأكاديمي والوحدة والشعور بالخوف أو عدم الأمان في المدرسة وعدم الاستعداد للمشاركة الصفية ، والتعرض لاستهزاء وسخرية الآخرين والتغيّر في أنماط النوم والأكل والدموع المتكررة وسرقة المال من المنزل والتردد في استعمال الانترنت( هذا في حال التعرض للتسلط الالكتروني ) والاضطراب بشكل واضح عند استخدام الهاتف أو الكمبيوتر واللجوء إلى إخفاء الهاتف أو إغلاق الأجهزة عند دخول أحد الغرفة ، وقضاء ساعات طويلة على الانترنت وتلقي الرسائل والبريد والاتصالات المشبوهة . وللتنمر أشكال عديدة منها التنمر السري ويمكن أن يكون التنمر سرياً غير واضح ، أي يتنمر الشخص خفية خاصةً عندما يكون بين الأصدقاء أو غيرهم فيظهر بعض التصرفات التي تقلل من شأن الطرف الآخر كالهمس للآخرين أو الإيماء باليد أو التجاهل ، وهناك التنمر اللحظي والذي يحدث في أية لحظة لإظهار هذه العادة السيئة وإخراجها للجميع كالتنمر على المارة في الشارع ، والتنمر بعيد المدى وتكون غايته الأذية الواضحة للشخص سواء نفسياً أو غير ذلك .كإخفاء سجلات رقمية أو صور تخص شخص ما والتنمر عليه وتهديده بها أو بنشرها. طرق التعامل مع الشخص المتنمر هناك العديد من الطرق أو الخطوات التي يتوجب اتباعها لمواجهة المتنمر أهمها: الثقة بالنفس دائماً ، والعلاقات الاجتماعية و بناء حدود للشخصية. أسباب التنمر : لا يوجد سبب معين يفسر لماذا يحدث التنمر ، إذ يمكن أن يكون الأطفال والبالغين متنمرين لعدد من الأسباب منها: تعرض أغلبهم للتنمر ، ويمكن أن يكون التنمر تعبيراً عن الغضب أو الإحباط بسبب المشاكل لديهم( مشاكل في المنزل أو المدرسة أو العمل ) ، أو نتيجة للتربية السيئة ، وقد تؤثر الألعاب العنيفة أو الأفلام على سلوك بعض الأشخاص وتجعلهم أكثر تنمراً خاصةً مع انتشار الألعاب الالكترونية ، وعدم وجود ثقافة احترام الآخرين . وختم د. كنان حديثه عن ظاهرة التنمر بأنه في كثير من الأحيان يكون المتنمر شخصاً ضعيفاً مثل ضحيته ويحتاج إلى دعم ومساعدة بالقدر نفسه .

 ربى قميرة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار