الوحدة21-12-2021
فنانة متعددة المواهب وبجدارة استطاعت – رغم ظروفها – أن تخط لنفسها طريقاً ومنهجاً مميزاً عبر أعمالها الفنية الغزيرة الجميلة سواء كانت تشكيلية أو نحتية أو تطبيقية أو في مجال تصميم الأزياء فلها من قوة التخيل والابتكار الشيء الكثير خريجة مركز الفنون التشكيلية، وحريصة على صقل الموهبة بالدراسة والبحث.
أقامت العديد من المعارض والدروات التدريبية داخل وخارج القطر، وعضوة في جمعيات عدة “الوحدة” التقتها ومعها كان حوارنا الآتي..
*هناك حضور قوي للمفردات التراثية في أعمالك الفنية ماذا عنه؟
** المفردات التراثية حكايتي معها طويلة.. تأثير البيوت والأدوات القديمة، وكل ما هو بكر له وقع خاص في نفسي، وقع أليم في الذاكرة قبل ان أعي الحياة تشدني إلى الحنين الصادق والحضن الدافئ إلى شيء لا أعرفه هناك جذور تهمس في أذني تناديني إليها فألبي النداء ولاء لها لتاريخ الطريق الذي يكاد ينقرض في وقتنا الحالي في بيوت المودرن الباردة.
- تميلين لاستخدام الألوان الترابية في لوحاتك، ما غايتك من ذلك؟
** هذه الألوان تذكرني بفصل الخريف المحبب إلى قلبي، وليس كما يقول البعض أنه سن اليأس فلو تأملنا فصل الخريف منذ بدايته وحتى نهايته كيف ينثر أوراقه الذهبية كغطاء دافئ للأرض لرأينا أجمل اللوحات التي تختزل كل ما يمكن في قلب عاشق تختزل وجعاً آتياً من البعيد قصة عشق للأرض فكل لون من ألوان الخريف يحاورني يتسلل إلى ريشتي ليستقر في لوحتي وكأنني أعيش للتو حالة حب جارف متماهية في الروح.
- وماذا عن الألوان الباردة؟
هذه الألوان تأتي في حالة حزن لا إحباط ففي الحزن ولادة جديدة وفي الولادة فرحة ولابد من تماهي بين الحزن والفرح لتتشكل علاقة جميلة بين الألوان وتظهر الحالة الروحانية التي تحاكي المتلقي فالسر بلغة الحوار الصامت.
- أعمالك التطبيقية فيها غنى بمفردات مختلفة ومواضيع شتى من أين تستمدين ذلك؟
أنا أعيش لأثبت وجودي لا يأسي أحب التميز في أعمالي فمتعة النجاح لا حدود لها وأعمالي التطبيقية ما هي إلا اختزال لتجربة ليست بالسهل تجاوزها فهي تلامس وجعي وهذا التفرد من صلب معاناتي وقد دام المخاض طويلاً لتكون ولادة لأعمال ليست منقولة وقد علمتني التجربة أنه من توالف الطبيعة ممكن صنع أي شيء ومفردات أعمالي كانت من بقايا هذه الطبيعة مثلاً من بذور الأشجار المثمرة الحبال، خيطان القنب، وهي توحي بالقدم لكنها بأسلوب فني متقن.
- تستخدمين مادة الخشب في أعمالك النحتية، لماذا الخشب بالذات؟
الخشب مادة أوت إليها الحكايا واختزنتها فتخمرت فيها الشجون الخشب دافئ في منعطفاته وخطوطه ومنحنياته يحاكيك بعد كل نهاية تحت ضربات الإزميل ويقودك إليه بحب وشغف وأنا حريصة على تقديم رؤى تبلورت في ثقافتي البصرية على هذه الكتلة الصامتة التي تتحول إلى أيقونة أو عمل نحتي بلغته الخاصة به، وهذا لابد من التواصل والإحساس بالعمل لأنه كلما نضج الإحساس تعتقت خموره.
رفيدة يونس أحمد