الموشحات والقدود الحلبية حافظة تراث وهوية

الوحدة: 15-12-2021

 

كما لكل كائن هيئة ملامح أيضاً لكل أمة هوية وسمات تميزها عن غيرها باختلاف التجارب والأحداث التي مرت عليها وتمر في أماكن عديدة تميز إنسانها بخصوصية متفردة, وتطبعه بطوابع بيئية تنتج ثقافتها وتراثها الموسيقى تراث أصيل للشعوب و تعبير وجداني وإنساني وحضاري فهي نتاج ثقافة تتميز بغناها دوماً من هذه الأنواع الموسيقية الهامة (الموشحات والقدود الحلبية) التي هي تراث سوري نوعي في سماته وميزاته, ذاع انتشاره من مدينة حلب إلى سوريا ولبنان والعالم, رغم اختلاف المؤرخين عن تاريخ نشأته وأين إلا أن الواقع يفرض نفسه عند القدود الحلبية التي يُحتمل نشأتها حسب المؤرخين في حلب عام 306 ميلادي، وبدأت تخرج من حلب إلى العالم، لترتبط الموشحات بحلب ارتباطًا وثيقًا, كما ويعتبره المختصون نمطاً صعباً للغاية من الناحية الفنية بشكل عام، سواء على الصعيد الشعري أو التلحين أو الوزن , وارتباط القدود بمدينة حلب دون غيرها رده الباحثون إلى أمرين اثنين: احتضان حلب للعديد من الفنون الموسيقية الوافدة إليها بسبب موقعها التجاري والفني الهام، وظهور الإذاعة الذي ساهم في وصولها إلى المسامع وانتشارها, صدح بهذا النوع الموسيقي العديد من الأصوات محمد خيري وحسن الحفار وعبد القادر حجار وزكية حمدان وأحمد صابوني وآخرون كثر إلا أن أشهرهم كان صباح فخري الذي تتلمذ على يد الموسيقي البارز صبري المدلل و فاقت شهرته سورية ليصل إلى العالمية , وليكوّن حضوراً موسيقياً مميزاً ومتفرداً حفظ وصان هذا التراث وحماه, فبالإضافة إلى أن اسم مدينة حلب السوريّة العريقة تذكر بثقافةٍ متنوعة وضاربة في الجذور، فمن مطبخها إلى آثارها مروراً بلهجتها المميزة، وصولًا إلى ثقافتها التجارية، التي أكسبتها بعداً دولياً إلا أن درّة تاج ثقافتها كانت قدودها وأغانيها وصوت مطربيها الرخيم، الذي يبعث الآهات مع كل مقامٍ لصباح فخري أو نشيدٍ، كثيرة وعديدة أغنيات هذا النوع الموسيقي.
ستبقى الموشحات والقدود الحلبية بصوت منشديها وأهمهم صباح فخري, بصمة عميقة ومؤثرة في تاريخ الموسيقا العربية والعالمية, وسَتُحمل أغانيها على ذكرياتنا وعلى صفحات التاريخ التي لن تنسى صباح فخري والحضور الآسر له عندما يشدو بصوته أعذب الألحان.

سلمى حلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار