أفعال ومقاربات وطاقات في الفن والحياة

الوحدة: 15- 12- 2021

 

يرتبط الفن بالحياة ارتباطاً وثيقاً، فكلاهما وجهان لعملة واحدة، إذ يمتلك الفن التشكيلي الكم الكبير من الأفعال والمقاربات والطاقات سواء الإيجابية منها والسلبية.

كيف ذلك؟! تساؤل طرحناه على بساط البحث مع الفنان والناقد التشكيلي (سموقان) محمد أسعد، والذي استطاع أن يترك بصمة مميزة لافتة في تاريخ مشواره الفني الطويل سواء في أعماله أو دراساته الفنية والنقدية أو عبر مشاركاته داخل وخارج القطر، والجوائز التي نالها وقد أفادنا مشكوراً بالآتي..

عندما يفكر الفنان بالمشاهد يحاول أن يستخدم القدرة التكوينية والتقنية اللونية من أجل تحريض مشاعر وعواطف المتلقي الذي ينظر إلى اللوحة، فلماذا يثار المشاهد وتتحرك مشاعره عندما يقف أمام مشهد ما، والإثارة قد تكون سلبية أو إيجابية أمام اللوحة هذا يعني: أن هناك جانباً كبيراً يشجع على الحياة، وعلى القيام بفعل ما يدفع إلى الحب أو البغض، وإلى أخذ موقف معين، هناك في اللوحة طاقة محرّضة تثير الإعجاب أحياناً أو التقزز، مع الأخذ بالحسبان: إن الإعجاب بمشهد ما، لا يعني نجاحه أو أنه حقق قيمة إبداعية عالية، فهناك المشاهد المعجب الذي تثار عواطفه الإيجابية، إلى جانب المشاهد الآخر الذي تثار عواطفه ومشاعره السلبية حول نفس المشهد، من جهة أخرى: إن كل لون وكل شكل يحمل حالات سالبة وأخرى موجبة، ويمكن أن يفعل فعلاً خيراً أو سلبياً، وهذا يتعلق بالسياق الذي يوضع فيه كما يتعلق بالإمكانات المحيطة بالمشاهد وهناك تأثير وتأثر بالمشهد فعل ورد فعل أي فعل يدفع ما أسميه الحياة أو النشاط مع الرؤية البصرية فينتقل المشاهد من حلم إلى آخر يقوي الروح ويؤجج المشاعر فتتعلق بالجمالي والمطلق، وتتشكل طاقة الحياة والحالة تكون معاكسة في حال كان الفعل سلبياً. أما فيما يتعلق بفعل الشكل: فالشكل وإن كان إناء أو حيواناً أو شجرة أو.. له تأثيره المباشر المحرض للإحساس والعاطفة، وأحياناً لعقل الإنسان فيصدر أحكاماً ويتراجع عن أخرى، ينجذب أو ينفر من شكل ما، حتى الأشكال الهندسية التجريدية لها فعل الإثارة والجذب، وتحرض حالات الشفقة والقوة تثير الأفعال وردودها، والشكل كرسم يترافق مع اللون، فقد يزيد من قوة اللون، وأحياناً يخفف من هذه القوة، فتأثير الأحمر مثلاً ليس هو نفسه إذ كان مثلثاً أو مربعاً أو دائرة. فالمربع الأحمر هو الأكثر صلابة والأكثر تحريضاً للعين، وهذا الفعل ما وللدائرة الخضراء التي تحقق الاستقرار والهدوء وسهولة الحياة.

أخيراً: هناك علاقة كبيرة بين الفنون التصويرية والبصرية.

فالتشكيلي يرتبط بالسينمائي والمسرحي والموسيقي، وهو الذي يبث الحياة في هذه الأعمال، فالتشكيل: هو إعادة ترتيب الأشياء بشكل آخر مثير أو منفر حسب الموقف السمعي في العمل الموسيقي، والبصري في العمل المسرحي والتعبيري في النص الأدبي.

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار