الوحدة: 15-12-2021
الذين يسهرون مع الشّعر حتى القطرة الأولى من ندى الفجر يقولون إنّ الكلمة الأحلى هي تلك التي ترتّب جدائلها وترسم من كحل عينيها، ثمّ تتأمّل وجهها في المرآة كي تلاقي شاعرها… بهذه الكلمات افتتح الشاعر هيثم بيشاني احتفالية توقيع الديوان الشعري الجديد للأديبة والإعلامية نور نديم عمران (أمويّة الهوى)، لتقدّم لأهل الأدب والمهتمين بالشأن الثقافي بوحاً شعرياً جديداً مفعماً بالحبّ والعاطفة الإنسانية، ولتتوّج به مشوارها الأدبيّ الحافل بالأيقونات القصصية والآن الشعرية، وذلك في قاعة النشاطات بدار الأسد للثقافة، وبالتعاون مع مديرية الثقافة في اللاذقية.
عن مولودها الأدبي الجديد حدّثتنا الأديبة نور نديم عمران: سكبت في مجموعتي هذه ينابيع روحي المتدفّقة دائماً بالغرام قبل أن أسكب من إبداعي الأدبي فكانت (أموية الهوى)، كتاباً وردياً يشبه أحلامي المحلّقة دوماً في فضاءات العشق والجمال.
وعن الرسالة التي حملها ديوانها الجديد قالت: إنها استكملت في كتابها هذا رسالتها الجمالية والإنسانية، ودعت من خلال الأدب إلى إعلاء شأن القيم الروحية والتحرّر من قيود هذا الزمن المادّي الذي نحيا فيه.
وفي تفاصيل النقلة النوعية في مسيرتها الأدبية أشارت الكاتبة عمران إلى أنّ القرّاء عرفوها كقاصّة وكاتبة نصوص مسرحية خلال مسيرتها الأدبية، لكنها اليوم تقدّم نصوصاً إبداعية مختلفة، حرّرتها من التجنيس الأدبي لأنها مزيجٌ من الشعر والنثر، وفيما يخصّ العنوان، تابعت: هو أمر يتعلّق بشغفي القديم بالآداب والحضارات القديمة، وعلى الرغم من تخصصي الأكاديمي في مجال الأدب الحديث، وجماليات القصة القصيرة، إلا أنني مازلت أردّد قصائد الغزل العذري، وأؤمن بوجود ذلك النوع من العشق، كما أنّ دمشق عاصمة الأمويين مازالت تحمل على أبوابها وأسوارها قصص حبّي المعربشة هناك مع الياسمين.
هذا وتضمّن حفل التوقيع قراءاتٍ وإضاءاتٍ نقدية للمجموعة الشعرية، ابتدأتها د. رنا جوني، التي أشارت إلى أننا نحتاج كثيراً من الإخضرار الرومانسي في زمن الكآبة الشعرية التي نلمسها في العديد من النصوص، وأضافت: إنّ نور رسمت لوحات من عبير كلمات من حبق، وبين ترانيم الياسمين ووشاية عطر تفاصيل ترتب من بريق الشمس ألقها، وترسم حكايا روحها مداد جلّنار على مساحة بوحها فتزيّن لنا الكلمات ضفائر بيلسان.. وأشارت إلى أن عنوان المجموعة يُحيلنا على اللغة الرومانسية التي تسكن وجدان كاتبتنا المرهفة الحسّ.
بدورها د. لارا ستيتي أضاءت على بعض مقطوعات الديوان، التي قالت إنها اقتربت من لغة النثر الشعرية، لكنّها ذات بُعد جميل مع تنوّع في العناوين التي حكمها خيط ناظم من ناحية البناء وغيره، إضافةً إلى نسجها الصور بلغةٍ رمزية أنيقة بمقوماتها، راسخة في مشهدها الشعري، ولمّحت إلى استعانة الكاتبة بتقنية التضمين، مستشهدة بعدد من النصوص.
فيما استغرقت د. ليلى مغرقوني في مضمون المجموعة، محاولةً رسم خطّ بياني لعلاقة حبّ غريبة، متحدّثة أيضاً عن لغة المجموعة التي وسمتها بالشفوية والرصينة، كما توقفت عند لوحة الغلاف شارحةً تفاصيلها.. وعنونت وقفتها هذه ب( طوّقتني الحمامة.. فكنت أمويّة الهوى).
ننوّه إلى أن الكتاب من القطع المتوسط، يجمع في مئة وعشرين صفحة واحداً وثمانين نصّاً إبداعياً، والمجموعة صادرة عن دار أرواد للطباعة والنّشر، ولوحة الغلاف للفنانة التشكيلية هيام سلمان، وهي بورتريه يحمل صورة الأديبة نور نديم عمران.
ريم جبيلي