البنية التطبيقية لثقافة التنوير

الوحدة : 4-11-2021

 

 

الهدف الأول من التربية هو المساعدة في ما يجب على الإنسان أن يكون في هذه الحياة, وماهي الطرق التي يستطيع من خلالها العيش في واقع منسجم من الناحية البنيوية.

فالتربية والتعليم هما بنية قائمة في المجتمع علينا توضيحها تماماً, وأفضل ما يمكن العمل به من أجل عدم الانجرار وراء المنافع الشخصية من خلال الكسب العلمي, علينا أن نبتعد بغاياتنا عن الوسائل المتدنية لغاية العلم والتربية في واقعنا الاجتماعي, بهذه المقدمة استهل الأستاذ: حسين عجمية محاضرته التي حملت عنوان: البنية التطبيقية لثقافة التنوير, وذلك في صالة فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء في المحاضرة من أفكار وتوضيحات…

بداية أشار المحاضر أنه في المجتمع التكنولوجي الحديث أصبح العلم شركة عقلية لتحصيل المكاسب, وهذا يؤذي العلم في مهمته القائمة على إحداث التقدم في كافة مجالات الحياة والتربية بحد ذاتها عليها أن تحمل معاني روحية لا معاني ارتزاقية. وأن أهم ما يمكن التأكيد عليه هو احترام المهام المرتبطة بالعلم والتربية لأن المهمة الأساسية هو تحقيق الحد الأعلى من الاهتمام بالقضايا التربوية والتعليمية, وليس تحقيق الحد الأقصى من الكسب من خلال مزاولة مهنة التربية والتعليم, وشدد عجمية على أهمية المتابعة بالتثقيف الذاتي الدائم مدى الحياة, فمن غير المعقول تصنيف الشخص مرة واحدة من خلال شهادة واحدة حصل عليها في الرابعة والعشرين أو أكثر, وحول موضوع تمويل التربية والتعليم قال عجمية: إن أكثر ما يؤثر على نظام التربية والتعليم هو خضوع إدارته لسيطرة السلطة الحاكمة في الكثير من بلدان العالم, والتربية الممولة حكومياً لها مزاياها لأنها تمنح فرص متساوية للجميع في تحصيل المعارف العلمية, وبفضل الدعم الحكومي استطاع الكثير الحصول على التعليم العالي والتميز به, وعن تأثير الأدب في الثقافة أكد المحاضر على أهمية دور الأدب في التأثير الثقافي على المجتمع، فالأدب يدخل في نظام المهام المرتبطة بالحاجات العليا لبنائنا النفسي والانفعالي, وهو مرتبط مصيرياً بتاريخ النشاط العقلي للبشر وفي معظم معارفنا التاريخية، وأن التوجه نحو الإصلاح الاجتماعي الضمني يحدد طريقة التعاطي الأدبي في التداول والتأثير النفسي العميق، وإذا شعر الكتّاب بعدم جدوى مهامهم الاجتماعية يصبحون عدميين في نظام وعيهم، والعدمية تعني اليأس ورفض الحياة الإنسانية و الكون بدون وضع رؤية فكرية توضح النظام البديل، كما أوضح عجمية أنه من أعراض هذا المرض الاجتماعي عندما ينقسم المجتمع إلى طبقة مثقفة وجماهير, ويشعر كل قسم من هذا التقسيم في المجتمع بأنه غريب عن الآخر, وهكذا تتسع الفجوة بين المثقفين والناس العاديين وعندما يغترب المثقفون عن الجماهير فإنهم يفقدون الاتصال بالحقائق العامة في الحياة الإنسانية, وختم المحاضر محاضرته بالقول: إن التعليم المستمر هو الواقع المناسب لمعطيات التبدلات السريعة في العصر الراهن, وأن نكون قادرين على بناء وجود مشترك قائم على الثقافة والعلم والأخلاق وإلا فإن مصيرنا الانهيار في العدم.

رفيدة يونس أحمد

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار