الوحدة 6-10-2024
في الذكرى الحادية والخمسين لحرب تشرين التحريرية أو (العاشر من رمضان) أو (حرب الغفران)
سأتناول ثلاثة أو أربعة جوانب مهمة من تلك الحرب التي أعادت لكلّ العرب كرامتهم، وأذلت إسرائيل وجيشَها الذي لا يقهر.
وأولى هذه النقاط:
المشاركة العربية بعدة صور ومجالات، والتي تجلت من خلالها روحية (التضامن العربي) في لحظة فريدة، (كمساعدة القوات المغربية للجيش السوري في الجولان، ومشاركة مقاتلين من الجزائر والعراق في الحرب، ومعها قوات من السعودية والأردن في الجبهة السورية.
أرسلت العراق أسرابا من الطائرات الحربية لمصر وذلك في آخر شهر آذار 1973 قبل الحرب.
كما قامت السعودية و دولة الإمارات العربية المتحدة بقطع النفط عن إسرائيل والدول التي تناصرها كعامل ضغط.
و قدمت ليبيا مليار دولار كمساعدة لشراء أسلحة في وقت الحرب.
وكانت السودان من أوائل الدول العربية التي صرحت عن مساندتها لمصر، وذلك بالإعلان عن ثلاثية “لا” التي تعني لا للصلح ولا اعتراف ولا تفاوض، كما أرسلت فرقة مشاة للجبهة المصرية.
أما الكويت فقد أرسلت عدداً من الطائرات الحربية إلى مصر.
كما أرسلت تونس عدة فرق مشاة لمصر، مع عدد من الطائرات.
و ساهمت اليمن بغلق مضيق باب المندب على إسرائيل.
أما أبطال المقاومة الفلسطينية، فكان لهم دورعظيم في شغل أنظار الاحتلال وصرفهم عن المصريين وقت حفر الخنادق وبناء الكمائن وزرع الألغام.
هذه المشاركة العربية التي كم نفتقدها، الآن، وفي هذا الوقت بالذات، والأمة العربية والقضية المركزية تمران في أحلك وأصعب الظروف.
الجانب الثاني:
القرار التاريخي والمصيري الذي اتخذه الفريق حافظ الأسد في خوض الحرب، ولم تكن قد مرت على تسلمه قيادة سورية إلا ثلاث سنوات، وهو بعمر 43 عاماً، وما لها من دلالات على الروح الوطنية والقومية التي تحلى بها ونشأ عليها ذلك القائد الشاب الشجاع.
الجانب الثالث:
الطريقة الذكية أو ماسمي بالخداع الاستراتيجي للعدو بحيث فاجأته هذه الحرب بتوقيتها و مباغتتها للعدو..
الجانب الرابع:
وبالرغم من أنها الحرب الرابعة التي اندلعت بين العرب والعدو الإسرائيلي: (حرب 1948- حرب ال 1967- وحرب الاستنزاف التي امتدت من 1967 إلى 1970)
إلا أنها، كحرب، حققت نتائجَ هامة وعديدة في المواجهة مع هذا العدو الغاصب وذلك في العديد من الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية التي يصعب تعدادها في هذه المساحة الصغيرة من الزاوية..
وأخيراً..
تبقى حرب تشرين التحريرية نقطة مضيئة في ذاكرة المواطن السوري والمصري والعربي عموماً ومحطة نضالية خالدة في سجل التاريخ.
جورج إبراهيم شويط