الوحدة:6-10-2024
تحت رعاية وزارة الثقافة السورية، استضافت دار الأسد في اللاذقية الكاتب والقاص مهران سلوم في محاضرة عن “القصة القصيرة” بعنوان “قصص من حياتنا” حيث بدأها بقراءة قصة “مدينة الشمس” أهداها لمدينة اللاذقية نقتبس منها:
“وبعد ساعات من التناحر والسجال، اتفقوا أن يوحدوا مجهودهم ويحصروا كل مخلوقاتهم في مكان واحد لتخدم شعباً واحداً، ويقدموا للعالم أيقونة فيها كل العجائب وتكون انطلاقةً لكل المخترعات والإنجازات، فكلٌّ منهم استقدم ما يمكنه أن يخلق وبدأ عملهم الذي استمر لسنواتٍ حتى أنجزوه وكانت قد ولدت مدينة سكانها تفوقوا على كل الأجناس بعلمهم وطاقاتهم وتميزهم وقدموا للبشرية باكورة ما أخذوه من الإلهة من موسيقا وزجاج وعمارة وسفن ومخطوطات وطب وأسموها مدينة الشمس لوتاكيا”..
وبعدها تطرق إلى تاريخ القصة القصيرة في سورية والوطن العربي آخر مئة سنة، وذكر عدداً من الكتّاب الذين ساهموا في تطوير القصة، ومن ثمّ عرّج على تعريف القصة القصيرة التي أوضحها أنّها مجموعة من الأحداث عن شخصية أو أكثر، يرويها راوٍ وفق ترتيب زمني وترابط سببي بصورة مشوقة، مُستعملاً السرد والحوار أو السرد وحده، وهي تتطور نحو ذروة وتعقيد فَحل.
وتعمق أكثر في شرح العناصر المكونة للقصة القصيرة من سرد وأحداث وشخصيات وزمان ومكان وفكرة، وأخذَ بعدها الحاضرين بوقفة أدبية وألقى عليهم من مجموعته القصصية الأولى “الراقصة والشيخ”.
وبعدها تطرق القاص سلوم إلى أهمية القصة القصيرة في حياة الشعوب ومدى تأثيرها على الذي يجعل من القلم صديقه والكتاب عالمه، وكيف يمكن أن يجعل عجلة الأدب تدور وتنثر رحيقها العطر في عقول الكثير من أبناء بلدنا..
وذكر أيضاً القواعد الصحيحة لكتابة القصة، وكيف أنّ الأديب يعتبر مرآة مجتمعه ويجب عليه أن يكون صادقاً فيما يخطه قلمه، وعرّج بعدها على مجموعته القصصية الثانية التي حملت عنوان “الحالمون بغدٍ مشرقٍ” وقرأ منها قصة “هذه هي القوانين” نقتبس منها..
يا سيدي … الذي تسأل عنه؟ صحيح أنَّ في جعبته عدة أفلامٍ في مختلف صنوف الفن السابع ويمتلك جوائز عالمية، إلا أنَّه غير مسجّل لديّنا، ولا ينتسب إلى المؤسسة فقد كانت زيارته الأخيرة إلى البلد للنزهة، وحدث ما حدث معه.. شفاه الله وعافاه..
أصبت بحالة جنونٍ من هذه الإجابة، وبصوتٍ عالٍ رددت:
أمعقولٌ تتعاملون بهذه الطريقة؟ أليست هذه الأفلام لبلده؟ والجوائز ألم تحسب في رصيد إنجازات للمؤسسة؟
ردَّ بهدوءٍ مقيت:
نعم كلامك صحيح، ولكن هذه هي القوانين ..
وختم محاضرته بذكر نوعٍ جديد في الأدب الذي وجد تربة خصبة لكي يمتد إلى عقول الكثير من الأدباء الذين كتبوا فيه واعتبره سهماً يصيب الهدف.. وودّع الحاضرين ببعض القصصية القصيرة جداً الذي نقتبس منها..
القصيرة جداً
مقاومة
عمَّ الصمتُ المحكمةَ.. بدأ صوتُ القاضي ينطقُ بلغةٍ لم أفهمْها.. حكمتِ المحكمةُ عليكَ بوسامِ الشرفِ من رتبةِ الشهادةِ في سبيلِ القضيةِ.. رفعتْ الجلسة.
“جراح”:
مضت على رصيف بيتها، ابتسمت لجارها، غمزت صاحب الدكان، همست لسائق السيارة، رجعت حاملةً طعام أطفالها اليتامى ..
حضر اللقاء الأستاذ ياسر صبوح مدير دار الأسد للثقافة وعدد من الأدباء والمهتمين وبعض المواقع الإعلامية.
نور محمّد حاتم