الوحدة:6-10-2024
في موسم قطاف الزيتون، يبدو أننا ماضون إلى الوراء بحكم المناخ وتقلباته، وتضارب المواسم وتفاعلها مع ظاهرة المعاومة، لتظهر صحوة متأخرة عند الغالبية، بعيداً عن حسابات وتعاليم الوحدات الإرشادية.
مناظر غير مألوفة بدأت تظهر في البراري تحديداً في منطقة الدريكيش، توحي ليلاً بوجود أشباح على هيئة (الزومبي)، ترتدي من الأعلى غطاء أبيض تقدّم شكلاً مرعباً للمارين، لكنها هي عبارة عن جذوع لأشجار الزيتون تخلّص صاحبها من أغصانها ليتم تطعيمها بنوع آخر منه قد يناسب محصولها والمكان والأجواء، بعد أن فقد الثقة بإنتاجها لأعوام كثيرة تخلّلها ضعف المردود ومعاومة قهرية، حيث أصبحت شجرة الزيتون تشبه العبء على صاحبها بعد هذه الصحبة والرفقة الموروثة، وعبر تقديم كافة أنواع العناية والرعاية الزراعية التي لم تُفلح بتعويض إنتاج مُرضٍ يناسب المجهود والأمل المنشود منها.
فأصبح المزارع هناك يجتهد بالبحث عن أنواع غريبة عن زيتون المنطقة، كالصوراني والإسباني واليوناني والسكري، وهي أنواع مهجّنة ومقاومة لعوامل الطقس من رطوبة وجفاف، فهل تولي البحوث العلمية الزراعية اهتمامها التي (وُجدت لهذه الحالات)؟ وهل يبدأ التعامل معها بعين العلم لتطوير واقع زراعة الزيتون الشجرة المباركة؟ بالإضافة للزراعات الأخرى التي تراجعت وتهالكت قيمها وأنواعها، ويتم العمل على تقديم دراسة وافية حول ضعف هذه الأشجار في ظل التغيير المناخي الذي يسيطر على بلادنا منذ عدّة أعوام تخلّلها الكثير من الاضطرابات المناخية بأنواعها وأخطارها، وما نتج من أبخرة الحرائق والحروب المتنقّلة.
للتذكير.. كان إنتاج الزيتون وجني محصوله يستمر لأشهر الربيع الأولى، وكانت مواسم الفاكهة من تين وعنب وتفاح بأنواعه ومشمش، وغيرهم من الّلوزيات تبقى غذاء للطيور والحشرات نتيجة مواسمها الخيّرة، لينقلب الرزق والحلال على الأحوال وتُصبح أحلام العودة والتمنّي سيدة المواقف الحزينة في زمن الغلاء وقلّة الحيلة.
سليمان حسين