الشريط الساحلي يتصحر وسط ادعاءات الحفاظ عليه وحمايته!

الوحدة:6-10-2024

الجميع يدعي حرصه على البيئة البحرية والثروة السمكية ونقصد بالجميع هنا: الموانئ، مركز البحوث البحرية، الهيئة العامة للثروة السمكية، مؤسسات الصيد البحري والصيادين وحتى عموم الشعب، الجميع يدعي كما ذكرنا حرصه على حماية الثروة السمكية والحفاظ على البيئة البحرية، ولكن ما يحدث هو العكس تماماً، حيث نجد تلويثاً للبيئة البحرية الأمر الذي أدى إلى تراجع الثروة السمكية بشكل كبير وفقدان أنواع كثيرة من الأسماك التي كانت تكثر وتتواجد على الساحل السوري.
واللافت أن الجهات التي أشرنا اليها آنفاً كل جهة تلقي باللوم على الأخرى، على سبيل المثال المديرية العامة للموانئ تحمّل الصيادين أسباب تراجع الثروة السمكية جراء استخدام أساليب صيد جائرة نذكر منها الجاروفة و الديناميت والشباك المخالفة لتوصيات الموانئ، في حين يلقي الصيادون باللوم على الموانئ بسبب عدم التشدد في الرقابة على فتحات الشبك ومخالفات الصيادين وردع المخالف منهم، كما ألقوا باللوم على تجارب ومراكب الهيئة العامة للثروة السمكية التي تصطاد الأخضر واليابس، وكل ذلك تحت مسمى تجارب بحثية.
بدوره المهندس الزراعي سالم وزان تحدث عن تغيير واضح في مظهر وطبيعة خيرات الشريط الساحلي خلال الفترة الأخيرة، وقد استهل كلامه بالحديث حول الجالوم الكبير وهو مصطلح بحري، ويقصد به الخليج الواقع شمال المدينة الرياضية ما بين رأس الخضر وفنار رأس ابن هاني، وقد كان أغنى وأفضل بيئة بحرية لتكاثر و توالد الأسماك البحرية علئ شواطئ محافظة اللاذقية من مصب نهر السن وحتى حدود السمراء، كما جرت فيه تجارب الغطس والصيد بالبارودة البحرية منذ أكثر من ستين عاماً، أما الآن فهو في حالة الموت السريري السبب الدناميت ومياه الصرف الصحي المكثفة الآتية من مصبها ما بين ميناء الصيد ومكسر أبو خاطر ويحملها التيار الجنوبي الغربي السريع إلى الخليج، وهناك تترسب السموم على الأعشاب المائية والتي أبيدت وخاصة النجيلية التي كانت تشكل مروجاً تبيض الأسماء البحرية على أوراقها وتتغذى عليها.
كما يأتي الأخطبوط والحبار ويبيضان على الأوراق و كانت تأتي أسراب الشلف وتتوالد بين أعشاب ذلك لخليج حيث المياه رقراقة وأعمق مكان فيه لا يتجاوز الخمسة أمتار عند مدخله الغربي، وكانت أول مكان تسخن مياهه في نيسان وأول من تبرد في أيلول.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار