غبطة المعنى.. كيف نجمّل حياتنا؟

الوحدة : 3-11-2021

ألقى الأستاذ المربّي عناد ديوب محاضرة بعنوان : (غبطة المعنى.. كيف نجمّل حياتنا؟) في مركز ثقافي جبلة، دعا خلالها إلى تلمّس معاني الأشياء والأحداث من حولنا وإدراك حقائقها الجميلة ضمن مقاربات ومباعدات من عصور مختلفة مع شواهد شعرية من ثقافات قديمة. فمن يتعامل مع الكتاب حتى لو كانت أوراقه صفراء تذكره بأنه هناك كم هائل من المعلومات التي تجمّل حياتنا، ربما هناك كلمات مازالت دفينة بين الأسطر في الروايات لكننا لم نُحسن عراكها جيداً، ويقال إن من يريد أن يحظى بهندسة المعنى ينبغي أن يتقن جبر الكلمات.

ورأى المحاضر أن العزوف عن قراءة الكتاب أساءت إلى جماليات كثيرة نعيشها في الحياة فكم من جملة قرأناها جزافاً لم ندرك معناها جيداً فلم نصل إلى غبطة المعنى، إذ إن للجميل مجالاً وحقلاً  يتجاوز ما تراه العين، وإن للكلمة أثراً تتصل بتجليات الجمال.

فالجمال امتلاء وليونة في وجه قسوة وخواء يتمادى كما تحطم الحقيبة الممتلئة قفلها تحطم الحقيقة الممتلئة قفلها والنظرية القوية تخلق مريديها.

ولفت المحاضر إلى مفردات القوة التي تخدعنا، في حين أن الجمال والقوة ليسا فيما يظهر أو يبدو لأن الإيحاء بالقوة قد يمثل أعلى درجات الخوف.

وذكر المحاضر أن التاوييين القدماء في الصين رأوا في الصلابة ضعف، والليونة قوة ودليلهم على ذلك هو أن النبتة في أوج شبابها تكون غضة لينة، وتقترن صلابتها بقربها من الزوال.

كما أشار المحاضر إلى جمال إلغاء الثنائيات التي تقيد حياتنا بحبال ثقال مثل ثنائية رجل وإمرأة التي فتحت معارك عبر التاريخ،  فجمال هذه الثنائية تكمن في الحب والزواج وتكوين الأسرة.

وثنائية أبيض وأسود دخلت في الفلسفة والمنطق وعلم التجميل إلا أن المهم والجميل هو امتزاجهما لتشكيل ألوان جميلة، وربما تجاورهما على حجارة الرصيف كما قالت الكاتبة زيغريد هيكه، أو انسجامهما في وجهٍ أبيض جميل وشعر أسود فاحم.

وتساءل المحاضر : هل  يمكن إلغاء الثنائيات من حياتنا المليئة بالقبح؟ ليجد الجمال في قبول الآخر.

ووفق ما ذكره المحاضر فإن علم الجمال الفني يثير فكرةً حضاريةً تحض على قبول الآخر، فالجمال محكوم بزاوية الناظر ومشاعره، وغالباً يبرز الجمال في فضاءات التأويل و عوالمه.

إن للكلمة معنى هي حرب في وجه الملل وسأم الحياة (كن جميلاً تر الوجود جميلاً)، وبالبحث وراء روعة الكلمات، تصبح الحياة أجمل، فقد نعيش مع الفكرة متعة الكشف، كتلك التي عاشها من اكتشف قارة أو دواءً أو كتب قصيدة أو من صادف حبّاً، كمن استخلص عطراً من زهرة دون أن يسحقها، وهو يعرف أن عمر العطر لا يطول.

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار