العدد: 9314
18-3-2019
لم تبق جهة إعلامية رسمية كانت أم خاصة ولا وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي إلا وقالت كل ما يجب قوله عن أسباب التدهور الحاصل لكرتنا السورية، ووضعت النقاط على الحروف وحددت المسؤوليات وطالبت بالاستقالات حتى بُحت الأصوات ونفذ قاموس الكلمات، وكل ذلك كان كمن ينفخ في بالون مثقوب وآذان صماء بحيث تاهت حماسة التغيير بين نهج اللامبالاة وأسلوب المبررات ومراوغة الاعتذارات وتسويق المصالحات ثم دع الزمن ليتكفل بالباقيات، فأما آن الأوان وأكثر من أي وقت مضى كي نفكر بالحلول الجذرية بعيدة المدى وليس الحلول الآنية التخديرية؟ لقد بات التغيير مطلوباً في كيانات وهيكليات وتنظيمات متوارثة تعض بأسنانها وأظافرها على مكتسباتها ومظاهرها وهيمنتها، والحقيقة التي تبدو حلوة أحياناً ومرة في أحيان أخرى هي أنه لا يوجد سوى طريقان لا ثالث لهما لأسلوب التغيير: فإما الطريقة المعتادة بإجراء الانتخابات أو الطريقة الاستثنائية باختيار أسلوب التعيين، وكما علمتنا تجارب الماضي فإن الانتخابات تدور دوماً في حلقة مفرغة محددة سلفاً من قبل أصحاب الشأن والمقام الرفيع بشخصيات متماثلة لا يفرق بينها سوى الثوب الذي ترتديه، ويتم انتخابها وفق المكتسبات والوعود، أما التعيين بانتقاء الأشخاص المؤهلين لتطوير اللعبة من الجيل السابق، فمعظمهم يقيم خارج البلاد ولكل منهم مبرراته وشروطه فمنهم من يعتذر مسبقاً لأن الأجواء الرياضية الحالية لا تساعده على القيام بالدور الذي يفكر به، أو لأن مكتسباته الحالية في الخارج لا يمكن أن تتحقق له في حال عودته إلى بلده، أما من هم في الداخل من الجيل السابق فمعظمهم مازال بعيداً عن مفاهيم الكرة الحديثة في العالم وعن متابعة تطورها وأساليب تخطيطها، ويبقى الأهم من اختيار الأسماء هو الجهة التي ستقوم بتلك المهمة الشاقة والتي من المفترض أن تكون على شكل لجنة يتمتع أفرادها بالخبرة والحيادية والمصداقية، وأن تكون في منأى عن الضغوطات والوساطات والمحسوبيات وأن تدرك أن تطوير اللعبة بات مسألة وطنية وشعبية مطلوبة بإلحاح من الجميع وهي تحتاج إلى فهم وعلم وشجاعة وتمويل وإرادة وأجواء وصلاحيات وقناعات واستقلاليات، فهل نحن جاهزون لننطلق نحو التغيير الآن، أم سنظل لزمن قادم أسيري سياسة التزييف والتمويه والتنظير والتلميع والترقيع على حساب جماهيرنا وسمعتنا.
المهندس سامــر زيـن