التربية الجمالية مقوماتها ومنعكساتها على المجتمع

الوحدة : 21-10-2021

 

ألقت الموجهة التربوية السيدة امتثال أحمد محاضرة بعنوان (التربية الجمالية) في مركز ثقافي جبلة، أوضحت خلالها أن علم الجمال هو علم له أصوله ونظرياته الخاصة التي تحدد القيم الجمالية وطرق وضع المعايير لها مما يعين الإنسان على فهم مواطن الجمال في العمل الفني وإدراك مكوناته ومقوماته بعدما أصبحنا في زمن نعاني فيه عوز الجمال والفرح.
وتابعت المحاضرة أحمد: فإذا أردت أن تدخل إلى حرم الجمال ما عليك إلا أن تشاهد وتلمس تجلياته في الطبيعة والفكر والسلوك، فقد نرى الجمال في غابة شكلت أشجارها وشاحاً أخضر أو في ورود تتفتح أكمامها ألواناً وتضوع عطراً، وقد نراه في الأشكال الهندسية والخطوط والألوان وفي الرياضيات والمعادلات والحقول والمباني وغيرها.
وتعد التربية الجمالية أمراً ضرورياً لحياة الإنسان لأنها تسمو بها وتجعله يعيش إنسانيته لا متلبداً أو جامداً بل متذوقاً ويمتلك الحس الجمالي لكل ما يحيط به.
وبيّنت المحاضرة أنه ينبغي البدء بالتربية الجمالية منذ الصغر في مرحلة رياض الأطفال وذلك من خلال تدريب الحواس والاهتمام بالحس الجمالي والذائقة الجمالية وصولاً إلى الوعي الجمالي.
وذكرت المحاضرة أن علماء الجمال يؤكدون على دور الفن في تربية الإنسان، ومن هنا تكمن الأهمية في إقامة الأنشطة والأعمال الفنية المتمثلة بالرسم والأشغال والمسرح والموسيقى والنحت و التمثيل وغيرها من وسائل وطرق التربية الجمالية التي تتبعها المدارس والمؤسسات التربوية و التعليمية.
ومن المؤكد – حسب ما ذكرته المحاضرة- أن اكتساب الخبرات الجمالية تبدأ أولاً في الأسرة، لا بل ما قبل القدوم إلى الحياة أي في فترة الحمل لأن الجنين يتأثر بالأصوات والحالة الانفعالية للأم.
ورأت المحاضرة أن الاهتمام في الروضة والمدرسة بالترتيب والنظافة والبيئة والتنسيق وعرض الأشياء الجميلة والحرص على السلوك الراقي واتباع أنماط التعبير المهذبة اللطيفة عند طلب الأشياء والحاجات و مخاطبة الآخرين بسلوك جيد وأنيق تشكل مجتمعةً عناصر ومتطلبات تسهم في تنمية الذائقة والحس الجمالي.
والتربية الفنية تنمي الوجدان وتهذب الجانب الانفعالي العاطفي وتسهم في ترقيته من خلال تعريف الطفل على عالمه الداخلي الذاتي والأخذ بيده نحو إدراك إمكاناته وطاقاته الإبداعية ضمن أجواء مريحة تجلب له الطمأنينة والرضا والسرور.
كما تتيح له فرصة تطوير ميوله والسمو باتجاهاته عن طريق مساعدته في التعبير الفني الجميل عن النفس والأفكار باللغة أو التشكيل أو الموسيقى أو حركات الرقص والتمثيل واللعب بالاعتماد على التشويق والترغيب وليس بالإكراه.
ودعتْ المحاضرة إلى توفير الأدوات والخامات اللازمة للتعبير الفني في رياض الأطفال وتخصيص وقت كافٍ للتربية الجمالية بمفهومها الشامل ضمن برنامج إعداد معلمات رياض الأطفال، كما ينبغي التعاون بين الأسرة والروضة لتوفير المناخ اللازم لتنمية الحس الجمالي وتضافر جهود كافة الجهات المعنية بالطفولة من أجل زيادة الاهتمام بالأنشطة الفنية والجمالية، مشيرةً إلى أن التربية الجمالية من شأنها أن تجعل مستقبل الأطفال واعداً من خلال تحسينهم لمستوى بيئتهم وسلوكهم نحو الأجمل، وما ينطبق على الروضة كذلك الأمر ينطبق على المدرسة وجميع المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية.

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار