الوحدة: 3-10-2021
صالات الأنترنيت وسيلة للبحث والتواصل، وتكاد تلغى أهميتها عندما تتحول إلى معاناة من قبل الأهالي لأنها تستهوي عقول أبنائهم، فكثيراً ما يؤمون تلك الصالات بشكل يومي ومستمر، وقد يكون ذلك في بداية دوام المدرسة صباحاً أو بعد نهايته، لذا فإن الجو المدرسي هو المجتمع الثاني الذي لا بد أن ينظم المفهوم الذهني للتلميذ بعد مجتمعه العائلي.
ومحاولة منا لمعرفة رأي أولياء الأمور والكادر التدريسي حول هذه الظاهرة، حدثنا بعض الأهالي بأن لديهم قلق في تسرب وهروب أبنائهم من المدرسة واتساع هذه الفجوة يوماً بعد يوم، بسبب العروض التي تقدمها الصالات لهؤلاء التلاميذ، لذلك لابد من وجود مرشد مختص بكل مدرسة ليرصد أسباب هروبهم، فالمدرسة والمعلمون يتحملون الجزء الأكبر من مسؤولية هروب التلاميذ من مدارسهم.
تقول معاون المدير في مدرسة بديع زيني المعلمة أوسيمة علوني: مع بداية كل عام نقوم بتقديم الإرشادات والتوجيهات للتلاميذ مع ضرورة التركيز على الأنشطة التربوية العامة والاهتمام بها كمكون أساسي من مكونات الخطة المدرسية، ويحدد فترات زمنية تخصص للأنشطة العامة، حيث توضع خطة محددة وواضحة مع بداية كل فصل دراسي وتوعية التلاميذ بأضرار الهروب من المدرسة، وإبلاغ ولي الأمر فوراً عند حدوث أي تأخر متكرر أو هروب من المدرسة، ونقوم بتسجيل الغياب لكل حصة مع مساعدة التلميذ على تلافي أسباب الهروب والتوعية الدائمة حيال لجوئه إلى صالات النت والمعروفة بالبلاي ستيشن.
كما ذكرت المعلمة ندى حمودي موجهة تربوية في مديرية التربية: هناك عوامل نفسية واجتماعية تساعد على هروب التلاميذ من المدرسة ولجوئهم إلى صالات النت وغيرها، منها قلة التوعية المنزلية حيث لها دورها الهام والمؤثر في ذلك، وكذلك الإهمال من قبل الأهالي وضعف الرقابة، مما يساعد التلميذ عن التأخر في الذهاب للمدرسة ومن ناحية أخرى التسامح معه عند معرفتهم بالذهاب إلى هذه الأماكن، وهذا ما يساعده على الاستهتار بالمدرسة وتفضيله هذه الصالات، فعلى الأسرة الانتباه بمواعيد ذهاب أبنائهم إلى المدرسة والاتصال المباشر مع الإدارة والتوجيه الدائم بخطورة مثل هذه الظاهرة ومردودها السلبي على التلميذ.
يقول حمزة الشطي صاحب صالة لاليغا للبلاي ستيشن: نقوم بالعمل وفقاً للتعليمات المحددة، وعن تسرب التلاميذ من المدرسة قال: نحن لسنا جهة وصائية عليهم ولا نستطيع منعهم من الدخول إلى هذه الصالات، ويتوفر لدينا شروط وعوامل تتمثل بالإشراف عليهم ومراقبتهم من حيث الألعاب التي يختارونها، والاهتمام بهم أثناء استخدام الألعاب المختلفة، ونقوم بتوجيههم عند معرفتنا بهروبهم من المدرسة وعدم ارتيادهم للصالة أثناء دوام المدرسة، ولدينا شروط مزاولة عمل ألعاب الكترونية.ونحن بالنهاية محل تجاري وليس تعليمي نعمل من أجل الربح المادي ونستقبل الجميع.
بثينة منى