الوحدة : 29-8-2021
هل انعدمت الوسائل حتى نلجأ دائماً للعمل المضني؟ هل فُقدت الحلول حتى نقع دائماً بالعقبات المستحيلة المعالجة؟
لطالما انتظرنا المصائب التي أفقدتنا الغالي والنفيس، ووقفنا عاجزين عن مواجهتها، حتى خسرنا ما كان باليد، وبكل سهولة واستهتار.
لم تكن الحرائق التي التهمت آلاف الهكتارات من أجمل غاباتنا وجبالنا وخيراتنا أولها، وليس آخرها ما حصل لبحرنا من تلوث نفطي يهدد بيئتنا المظلومة.
احتمالات الكوارث قائمة دائماً، والتصدي لحدوثها من المفروض أن يكون حاضراً مع ذلك الاحتمال، ولدينا مراكز ودوائر حكومية وجمعيات مرخصة لتلك الغايات بكوادر يُقال أنها مؤهلة وقادرة على التواجد والتأثير بالعمل والحل، ولكن ما نراه على أرض الواقع ينافي الحقيقة، ويترك مجالات الشك مفتوحة على مصراعيها، لما نلمسه على أرض الواقع من تهديد حقيقي وكوارث محققة أصبحت واقعاً مؤسفاً.
بلدنا بلد غني بالكثير من الموارد، ومنها النفط، وما يلحقه من منشآت تُخزّن المواد بآلاف الليترات بخزانات متخمة به، ومعامل هذه الموارد قائمة على شاطئ البحر، فمن البديهي أن يُحتمل أمر تسربها لمياه البحر، وبالتالي وجب اتخاذ الاحتياطات والتدابير الوقائية أو العلاجية لأي طارئ وخلل، ولكن ما حدث مؤخراً يدفع للتساؤل: أين هي تلك الإجراءات والتدابير؟ وأين هي وسائل العلاج؟
لماذا يُترك العمال بالواجهة للعمل بالأيدي الخالية من أية أدوات ووسائل حماية؟
يقال أننا نمتلك زورقاً لمعالجة التلوث فهل ارتدى طاقية الإخفاء كما طائرة إطفاء الحرائق؟
وهو بالحقيقة موجود ولكن لماذا تأخر وقت إطلاقه للعمل كل هذا الوقت وتُرك من تُرك للعمل بالأيدي؟
أسئلة مشروعة يتداولها السوريون وخصوصاً أهل الساحل فقد خسروا ما كانوا يتباهون به من جبل أخضر وبحر أزرق وحُكم عليهم بالسواد من حرائق التهمت خضرة أشجارهم وثلوث نفطي سرق زرقة مياه بحرهم.
والسؤال الأكبر: من المسؤول عن هذا الإهمال وما هو جزاؤه؟
وهل قدرنا أن نبقى ننتظر الفأس حتى تقع في الرأس؟
ميساء رزق