الوحدة 6-7-2024
(حسيبك للزمن لاعتاب ولا شجن)..
نعم لقد بدأت أتخطى الخطوتين اللتين كانتا بيننا فقط، وكنت أشتاق إليك على الرغم من ذلك، بدأت أعرف كيف أقلب صفحات (أجمل حكاية بالعمر كله)، لأنك (مارحمتش عيني لما كان قلبي بإيدك)…
كنت أتأمل حزن ابنة الجيران الصغيرة على موت عصفورها الصغير الذي ألفت وجوده لشهورٍ، فكانت ممنونة لرقته وتغريده والجمال الذي كان يضيفه على صباحاتها فبكته وفاءً للعشرة، وأستغرب كيف هان صوتي وكلماتي وصباحاتي المشرقة على عتمة روحك لسنوات، فلم ألمح ظلالاً لمجاملة اطمئنان! أتعرف..؟
بدأت أدرك حجم الخطأ الفادح الذي نرتكبه ونحن نرفع من شأن أشخاصٍ نقدسهم في زمن ماعادت فيه آلهة للحب أو للحرب أو للمطر…
ما أغبى فكرة الولاء المطلق… والحب المطلق… والثقة المطلقة…!
لاقيم مطلقة… ولا أحكام.. ولا ثوابت…
ما أغبانا ونحن نخترع الفكرة ونصدقها ونعتنقها!
تماماً كما حين نعطي أصواتنا مرة تلو الأخرى للأشخاص ذاتهم، ليمثلوننا في المجالس والمؤتمرات التي تكرس المطالب نفسها وتكرر الردود نفسها…
كما حين يترّقى رئيس دائرة ليستلم إدارة أكبر بعدما أصاب دائرته الركود والخمول في عهده، فنبارك وجود الرجل المناسب في المكان المناسب، مرة أخرى أسأل من هو الرجل المناسب وماهو المكان المناسب، ومناسب لماذا ولمن؟
من يحدد الروائز لذلك كله؟
نحن نعنّف أنفسنا ونعرضها لضغط أكبر مما تحمله، نجلد ذواتنا، لانعدل بين أبنائنا وإخوتنا، تماماً كما حين نجري امتحانات عامة فنضع كاميرات للمراقبة في بعض المراكز دوناً عن غيرها، ونخضع طلاب تلك المراكز والعاملين فيها للرهاب النفسي والضغط والمسؤولية الخانقة، ليشعروا أنهم من المغضوب عليهم، بينما تنعم مراكز أخرى بأسباب التفوق والراحة والاسترخاء متجاوزين القلق الامتحاني وضغوطاته بسهولة، ألا يستحق طلاب المراكز المراقبة بالكاميرات مفاضلات خاصة تتناسب مع الاستثناء الذي حظيوا به في اختباراتهم.
آه يا عزيزي..
أنت فكرة جيدة بحد ذاتك، حتى التجارب السيئة تفيد على الرغم من ظلالها الثقيلة.
أتعرف؟
(بدي أشكيلك من نار حبي…
بدي أحكيلك على اللي في قلبي…وعزة نفسي منعاني)، لذا حسيبك للزمن…للظلال…للعتمة…
لصباح لايغرد فيه عصفور الشوق، ولايحمل لك سلاماً ولا حتى عتاب…
نور نديم عمران