مصباح الببيلي.. فراشــات وعناكب وأشــياء أخرى

العـــــدد 9312

الخميـــــــس 14 آذار 2019

 

تشكل الفراشة في عالم الفنان السوري مصباح الببيلي رمزاً للروح المتنقلة في بقاع الأرض والمسافرة حتى عالم البرزخ فقد أشعرته حركة طيرانها ورقتها بهيام موسيقي وبسلام وحرية . .
هذا الفنان الأصيل الذي مثّل سورية في دول العالم عبر سنوات طويلة من الإبداع تجاوزت ثلاث وخمسين، ابتكر لنفسه أكثر من أسلوب خاص به فشغل النقاد للبحث في جمالية كل لوحة وقراءة مفرداتها.
زار الساحل مؤخراً متنقلاً بين مدنه كفراشة تنشر نور الإبداع والسلام فوق صفحة الموج الأزرق وكانت لنا هذه الفرصة نستغلها لنتحاور معه . .
* كيف رقصت الفراشة أول مرة فوق لوحاتك؟
** رقصت الفرشاة فوق لوحاتي عندما اخترتها رمزاً للسلام في أسلوبي المبتكر العنكبوتي التشكيلي 1974 فهي في الشرق ترمز للروح التي تزورنا حاملة بين جناحيها أرواح الأحبة والأجداد لتطوف حولنا وتطمئن علينا، وهي رمز للسلام كونها لم تشوه كالحمامة التي تحمل رسائل الدمار والتجسس في طيورها الزاجلة في الحرب العالمية الأولى والثانية، والفراشة في جمالية ألوانها وطيفها الموسيقي وشكلها المريح للنفس والمتناغم بألوانها الجميلة الأجدر بها أن تكون رمزاً للسلام.
* بلا شك يمكننا أن نقسم تجربتك الطويلة إلى مراحل متميزة عديدة تحتاج إلى أكثر من لقاء لبحثها، لكن لنتحدث اليوم عن أبرز تلك المراحل ومميزاتها.

** شاركت بين عامي 1956 و1998 بستة وسبعين معرضاً جماعياً داخل سورية وخارجها، كما أقمت ثماني عشر معرضاً فردياً في المدن السورية والأردن والكويت والدول الأوروبية، وقدمت معارض ثنائية مع الفنانة ريمة نيلوفر الحمصي في إسبانيا، مرت أعمالي بعدة مراحل، بأسلوب الواقعية، السريالية، الطلاسم، التعبيرية، ثم مرحلة البحث المتجدد والمتطور الأكثر تعمقا بالربط ما بين الفن التشكيلي والدراسات والفرضيات العلمية المعاصرة.
مرحلة التعبيرية العنكبوتية التشكيلية محطة خاصة جداً فهي دراسات فنية ابتكرتها، كان العنكبوت فيها مهندساً معمارياً وفناناً ينسج شبكاته التكوينية لمواضيع اجتماعية وإنسانية ربطت فيها العلم بالفنون التشكيلية، وبعد ذلك قمت ببحث آخر حول الدائرة والإنسان فأقمت معارض رسمت فيها على لوحات دائرية لتحويلها على مبدأ هندسة ريمن إلى منظور كروي، ثم بدأت بدراسة نظرية أنشتاين التي يتحدث فيها عن البعد الزمني الرابع وطورت نظريات فضائية ومازلت مستمراً في بحثي حتى الآن، نلت العديد من الجوائز والشهادات وميدالية ذهبية وميدالية الثقافة والفنون الإسبانية وحصلت على لقب المايسترو.

 

* هل حاولت تقديم قصة (حكاية أو أسطورة) من خلال أعمالك؟
** لقد قدمت عدة لوحات في معرضي الرابع (حرية الإنسان) عام 1973 إنه للإنسان في كل مكان وقدمت في أعمالي حكاية واقعية معروفة في أحياء دمشق القديمة هي قصة بائع المخلل الذي يسمونه ابن الميتة لأنه ولد في القبر بعد وفاة والدته الحامل به فسمع صوت بكائه حفار القبور وأنقذه وأيضاً قدمت بعض الأساطير في لوحاتي.
* من أين تستلهم أعمالك منبعها الحقيقي؟
** منبع أعمالي الحقيقي من أعماق الفكر والقصص الشعبية ومن تاريخ حضارتنا السورية وعلومها التي نفخر بها حتى الآن. لقد انطلقت من البيئة السورية والشرق والمعاناة الإنسانية وكنت في حالة بحث دائم فنياً وفكرياً وتشكيلياً نحو إنسانية الإنسان ومن هنا تشكلت شخصيتي الفنية.
* ماذا عن معارضك الحالية في الساحل؟
** شاركت في معارض جماعية كما في مركز بداية طموح في مدينة جبلة، ومع ملتقى البيادر الثقافي بمعرض في مهرجان طرطوس حيث كرمت كعضو شرف في هذا الملتقى الراقي ، وحالياً لدي مشاركة في معرض الربيع في طرطوس.

نور نديم عمران

تصفح المزيد..
آخر الأخبار