الوحدة : 31-7-2021
يحقّ لنا أن نقف مع أنفسنا، ومع مرحلة هي الأصعب من جميع النواحي مرّت على أيامنا، نقف وقفة المواطن الذي لا يقبل أن تُراق كرامته، ولا أن تُسلب إرادته، باحثين في ثنايا القادم من الزمن عما أضعناه (أو سُرق منّا) فيما سبق…
لا تستطيع الحكومة، ومهما بلغت من حنكة وقوة أن تغيّر في بعض الآثار الخارجة عن طاقتها وعن سيطرتها، ومنها نتائج الحصار الإجرامي على بلدنا في طرف من المعادلة، لكنها تستطيع أن تبحث عن البدائل في الطرف الثاني منها، وهذا ما لم تفعله، أو على الأقل ما لم نلمس أي نتيجة إيجابية له..
قرأنا عن (مليارات ) بالجملة، ضُخّت من أجل إيجاد تسهيلات معينة لصناعيين ومصدرين ومستوردين، وقرأنا عن شروط وضوابط لهذا الدعم، وعن نتائج وردية ستتحقق، لكنها لم تتحقق..
هل غفل عن بال الحكومة أن تضع شرطاً جزائياً على (المدعومين)، مقابل انحراف أعمالهم عن مسار القصد من الدعم، وهل فكّرت أن تضع يدها على (الشركة الفلانية) إلى حين استرداد ما قُدّم لها من دعم لم يثمر؟
الضرب في الميت حرام.. وحكومتنا الحالية كانت أبعد ما يكون عن المواطن، ولو أنها حاولت الاقتراب منه، ربما لكان هناك مجال لـ (التصالح)، لكن، وهذا لسان حال كثيرين، هذه الحكومة وسّعت الفجوة بين أصحاب القرار وبين من يقع عليه القرار، فكانت هذه الحالة من السخط وعدم الرضى.
لا نريد كمواطنين أكثر من الشفافية، والتعامل مع الإنسان على أنه إنسان له حدود للصبر، وعنده سقفٌ للتحمّل، وأنّه يستحق أن يكون على بيّنة مما يغلّف حياته، وأن يكون شريكاً بـ (التفكير) الاستراتيجي والآني، لأن عليه ستقع نتائج هذه الاستراتيجية، وهو من سينعم بها إن كانت صحيحة، وهو من سيدفع فاتورة فشلها إن كان الفشل.
في صيف قد يكون هو الأقسى منذ عقود، حرارة ووضعاً معيشياً، يحتاج أيّ منّا أن ينعم بساعتين من النوم الهانئ، فاستكثرت علينا البلديات حتى بالدخان الذي كان (يطفّش) البرغش والبعوض لبعض الوقت، وتحت ذريعة عدم توفّر الوقود ترحّل القمامة كل بضعة أيام على أحسن حال، وتبقى عشرة أيام أو أكثر في أماكن أخرى، ما يزيد صيفنا تعباً وألماً..
في صيف هو الأقسى بالتأكيد لا نجد (قطرة ماء باردة)، وساعة واحدة أو حتى ساعتين في أحسن الأحوال من التغذية الكهربائية غير قادرة على صناعة مكعب ثلج صغير في براداتنا نضيفه إلى ليتر من الماء ونذيب فيه (كيس شراب) نداري به خجلنا أمام ضيوفنا..
نؤكد، أننا نعرف حجم الإرهاب المفروض علينا، ونعلم أن الوضع كان سيتغيّر لولا الحصار الجائر، ولكن ماذا لو استمر هذا الحصار بضع سنوات أخرى؟
هنا بيت القصيد، وعلى ما ستفعله الحكومة القادمة للتصدي لنتائج هذا الحصار سيكون الحكم، وعليه كان حكمنا على الحكومة الحالية، ولن نشرح ما يعرفه كل مواطن عادي، فهل يجهله المسؤول يا ترى؟
غيث حسن