الاستثمار بالبشر!

الوحدة 26-7-2021

القوة البشرية هي الثروة الحقيقية والرئيسية للأمم والشعوب, والدول المتقدمة أتقنت أهمية الاستثمار بالبشر فأحسنت التخطيط الاستراتيجي ورعاية الطاقات المبدعة والعاملة كون الموارد الطبيعية والأموال قابلة  للنضوب ولا يغنيان عن العنصر البشري الكفؤ والمدرب والماهر والفعال والمبني على أسس علمية عميقة, تنمية مجتمعاتها على مدار عقود قادمة من الزمن حيث تشكل اليابان  والصين نموذجاً ناجحاً للاستثمار بالثروة البشرية الهائلة التي جعلت منهما ميزة ناجحة تميزهما عن سائر الأمم والشعوب, ولم تجعل من الثروة البشرية فيهما عبئاً ثقيلاً أو شماعة جاهزة تلقي عليه فشلها.

الاستثمار بالبشر هو الطريق الآمن للوصول إلى الغد المشرق مهما بلغت قساوة الظروف والتحديات والاهتمام بالثروة البشرية حجر الزاوية وأساس صلب لكل نجاح وتقدم , وكلما تمكنت الأمة من الحفاظ على ثروتها البشرية وعملت على تعزيز وتنمية قدراتها لكما تقدمت اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً, الأموال والموارد الطبيعية لا ينتجان منتجاً بذاتهما بدون العنصر البشري بما لديه من قدرة على التجديد والإبداع والاختراع والابتكار والتطوير يمكنه أن يتغلب على ندرة المواد الطبيعية ولا يجعلها عائقاً نحو التقدم والنمو. لا يمكن تحقيق الأهداف الطموحة للمجتمع والدولة من دون الاستثمار بالبشر فهم الحاضر والمستقبل والانطلاقة الناجحة لإصلاح وتطوير ونجاح أي قطاع في الدولة, وهي استراتيجية عمل وطنية شاملة تتعلق بتفكير جديد ورؤى متطورة منهجية وعصرية بما ينعكس إيجاباً على المردود الوطني وعلى الخدمات العامة والمستوى المعيشي للمواطنين وكل ما يؤمن مصلحة الإنسان وسعادته.

سورية بلد واعد زراعياً وصناعياً ولديها الكثير من الخبرات والعقول والكفاءات, وزيادة النسل فيها وقوة العمل من النسب الأعلى في العالم وعدد السكان في سورية  يتضاعف كل حوالي ربع قرن من الزمن بما يعني أن نسبة الشباب ومجمل القادرين على العمل من السكان تفوق نسبة 60% في المجتمع والمطلوب قراءة الأفق المستقبلي لعملية التنمية الشاملة والاستفادة من القوى العاملة الشابة في العمل والإنتاج وتنظيم العمل للاستثمار الأمثل لقدرات العاملين والتقليل من الهدر والأخطاء ودعم القيمة التنافسية للإنتاج وتطوير البنية التحتية الأساسية والخدمية والنقل والمواصلات التي تشكل رأس المال المادي الذي يشكل تحسينه كماً وكيفاً مع تحسين رأس المال البشري دعامة النهوض والارتقاء بالمجتمع.

علينا التركيز على العنصر البشري وخاصة المراحل العمرية المبكرة من المدرسة الابتدائية   وتوجيههم وتأهيلهم لتجاوز ما خلفته الحرب من آثار مدمرة ورعاية الإبداع والتميز واستثمار الكفاءات والاستفادة من الأفكار والتجارب  والاختراعات على أرض الواقع العملي بما ينعكس إيجابياً على الأداء والإنتاج ويحمل الخير للبلاد والعباد.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار