العــــــــــــــدد 9311
الأربعاء 13 آذار 2019
رغم انتشار المصانع لازال المنجد العربي يحتفظ بمكانته، ولازال مستمراً بالعمل وتقديم الأفضل رغم الظروف الاقتصادية وتحدي السوق ودخول المنتجات الوطنية إلى الأسواق المحلية، ولازال المنجد يحافظ على حضوره في الكثير من الأسر التي لازالت تعتمد في أساس تأسيس المنزل على تأمين فرش الصوف واللحاف في تجهيز العرائس رغم تطور التكنولوجيا.
يجلس كل يوم العم عبد الهادي ٦١ عاماً من قرية بيت الحج معلا التابعة لبلدية النقيب أمام كومة من القطن أو الصوف يفككها ثم يملأ القماش الذي تم اختياره من قبل الزبون ويبدأ بتنجيدها وقد ينتهي من التجنيد خلال ساعات النهار.
يقول العم أبو علي إنه تعلم هذه المهنة التي أحبها في عمر ال١٤ على يد يوسف الحج وعندما اكتسب الخبرة الكافية انتقل إلى محله في شارع الزهور ليستقر بعمله واليوم أكمل ٤٧ عاماً في مهنة التنجيد وأسس عائلة مميزة فابنته الكبيرة في كلية الهندسة والثانية في كلية الصيدلة وشاب موظف وابن في المرحلة الثانوية.
ويتابع أبو علي حديثه رغم عدم متابعتي تعليمي نتيجة الفقر لكنني نجحت في تعليم أولادي من مهنتي التي أعشقها والتي كانت مصدر رزقنا حتى اليوم.
ويقول: الرزق من رب العالمين، احسن المعاملة مع الناس هي أساس أي عمل في السوق، أما عن الصعوبة في العمل خلال فترة الحرب كانت في تأمين مستلزمات العمل من الصوف والقطن وكنا نؤمن المواد من شركة الغزل وعموماً طبيعة العمل مرتبطة بطلب الزبون أما الصوف أو القطن الذي يرغب به الناس يفضلونه على (الديكرون) ويكون العمل في ذروته في فصل الصيف استعدادا لفصل الشتاء
وارتفعت الأسعار عموماً مع ارتفاع كلفة المواد وعدم توفرها مثل باقي السلع.
لا أتمنى إلا العيش بكرامة والحفاظ على ثروتي الحقيقية الرفاق والناس الذين غمروني بحبهم دائماً، وأنا متفائل رغم صعوبة العمل والضغط الاقتصادي بالانفراج القريب، وأتمنى من الناس أن تحافظ على المهن القديمة فهي جزء من تاريخ الوطن.
زينة هاشم