حـــقل ألغام ينتظر فجر ابراهيــم فهــل ينجو منه؟

العدد: 9311

13-3-2019

 

تنتظر الجماهير السورية أول ظهور لمنتخبنا الوطني الأول بكرة القدم بعدما أذاقنا فيضاً من الحسرات في بطولة آسيا الأخيرة، وجعل سيرتنا على كل لسان جراء الصبيانية التي خيمت على أجواء المنتخب آنذاك بدءا من رئيس اتحاد الكرة وحتى آخر كرسي على الدكة الاحتياطية.
ولأن الثقة فُقدت إلى غير رجعة، لا نستطيع أن نتفاءل بأي أمر يخص كرة القدم السورية مادامت الوجوه الفاشلة هي نفسها من يوهمنا بقدرتها على تغيير الصورة وتحويل الفشل إلى نجاح، فذر الرماد لم يعد يؤثر في عيون أعمتها غرغرة الدموع، وعطلها كحل فاسد لم يستح منتجوه حتى الآن.
إنها مناورة لا أكثر، ومحاولة رخيصة للنيل من عقولنا، فهؤلاء يعتبرون أننا أناس سذج، يستطيعون بكل بساطة أن (يأكلوا بعقلنا حلاوة)، مع ظنهم الواهي بأننا سنرفعهم على الأكتاف في القريب العاجل، وسنمحو اسمهم من ديوان الظالمين لكرتنا عند أول فوز يحققه المنتخب في لقاء ودي عابر.
ليست نظرتنا سوداوية بقدر ماهي واقعية، ولا نحكم على أمر غيبي لم تتجل معالمه بعد، وإنما نبني على الوقائع السابقة، ونعمل العقل لنستشرف ما هو قادم، فالوقاية خير من العلاج، ومن أحرقه الحليب سترتعد فرائصه عند رؤية اللبن.
انظروا إلى هذه التوليفة التي وضعت على رأس الجهازين الفني والإداري، واسألوا أنفسكم ما الذي ذكرهم برضوان الشيخ حسن وماهر بيرقدار وغسان معتوق، وتذكروا بأن الثلاثة يعملون في قطر صاحبة اللقب الآسيوي الأخير، وتذكروا أيضا أننا جميعاً سجلنا إعجابنا بالتجربة القطرية، وأشدنا بكوادرنا التي تعمل في المجال الحيوي للمنتخب القطري، فما كان من صاحب اتحاد الكرة إلا تكرار عمله بمبدأ ما يطلبه الجمهور، ليقول عند أي مفترق أنه يسمع صوت الجماهير ويلبي رغباتهم، علماً أن الخطوة لم تكتمل بعد، فالكابتن فجر إبراهيم ليس الخيار الحقيقي لمن يديرون المطبخ الكروي، وفي أحسن الأحوال لن يكون دوره أكثر من تقطيع مرحلة، وتمهيد الطريق لمن يستطيع حمل عبء الجماهير وضغطها عن اتحاد الكرة، فنحن نعرف أن الكابتن فجر (جسمه لبيس)، وعلاقته مع قسم كبير من الجماهير ليست جيدة، وعندما يخفق في أي مباراة قادمة، سنجد الجوقة المعارضة له تعتلي المنابر وتطالب بإقالته، وتوجه له سهامها المسمومة كما جرت العادة.
وكي نكون على بينة مما نقول، لا بد لنا أن نستعرض الأسماء المدعوة إلى المنتخب للمشاركة في دورة الصداقة، ولا بد أن نضع ألف علامة استفهام على تواجد أقطاب المشكلة الآسيوية (السومة، والصالح، والخطيب) ضمن التشكيلة المنتقاة، فكيف سيكون اللقاء بين هؤلاء ولم يعيدوا سيوفهم إلى أغمادها بعد؟ ألم نسمع السومة قبل أيام ينكأ الجرح ويعيد المشكلة إلى مربعها الأول؟ ألم نسع الصالح يرد على زميله بكلمات مقتضبة ومعبرة؟، وهل رأينا أي مبادرة من اتحاد الكرة للم الشمل وإزالة الخلاف العمودي قبل أن ندعوهم للمشاركة سويا في استحقاق وطني (حتى لو كان ودياً)؟، ألا ترى معنا يا كابتن فجر أنك على مقربة من حقل ألغام صمم خصيصاً لينفجر بك؟، وأنك كمن رُمي في اليم مكتوفاً، وقيل له: إياك إياك أن تبتل بالماء.
ما يثير التساؤل أيضا هو استدعاء الكابتن فراس الخطيب إلى صفوف المنتخب بعدما تم الاستغناء عنه في البطولة الآسيوية، فمن المفترض أن هذا المنتخب يعد لخوض التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2022 التي ستنطلق بعد أشهر، ومن البديهي أن فراس الخطيب يتقدم بالعمر، ومنطقيا لن يعتمد المنتخب على تواجده بشكل فعال، ولو أن اتحاد الكرة فكر قليلاً، لطوى صفحة الخطيب كلاعب في صفوف المنتخب إلى الأبد، فالأجدى أن يركزوا على تحضير لاعب فتي يمكنه أن يخدم المنتخب لسنوات، لا أن يعيدوا انتاج المستهلَك إرضاء لمطالب عاطفية، مع المعرفة المسبقة أن أي استبعاد له في المستقبل، سيعيدنا إلى ذات المشكلة التي نشبت إبان استبعاده عن بطولة آسيا.
لا لوم علينا إن لم نحسن الظن باتحاد كرة القدم، فالسوابق كفيلة بتبرير هذا الإحساس، ويكفينا يقيناً بما نفكر به أن نرى تعليقاً خطيراً لشخصية رياضية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يقول (بتصرف): قريباً سيعزل فجر إبراهيم، وسيقود المنتخب أحد المدربين الموجودين خارج البلاد بعد تسوية وضعه، فهي مسألة وقت، وأضاف: لا توجد أي معلومة حول هذا الموضوع، وهي مجرد توقعات شخصية لا أكثر، وأتمنى ألا تتحقق.

غيث حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار