شــغف كــرة القـدم يـُختصـــر في صـــورة

العـــــدد: 9310

الثلاثــــاء 12 آذار 2019

عبّر طلاب مدارس مدينة جبلة عن مدى عشقهم لكرة القدم بعدما حضروا بكثافة لتشجيع فرقهم في نهائي البطولة المدرسية، ووجه هؤلاء رسالة لمن يهمه الأمر . .، رسالة لكل من عبث بأحلامهم، وحول سقف طموحهم إلى احتفال رمزي بنهائي بطولة المدارس.
لا تحتاج الصورة إلى شرح، فهي تعادل آلاف الكلمات، وتختصر حالة عميقة من الشغف والعشق لكرة القدم، فقال من رسموها: هكذا نحتفل إن أحرزنا بطولة مدرسية، فكيف سنكون إن عاد نادينا إلى منصات التتويج؟.
ورغم أن الحدث لا يعدو كونه بطولة مدرسية تجري بشكل دوري، إلا أن الجميع ربطوه بنادي جبلة، واعتبروه مدخلا للتعبير عن مدى الألم الذي يعيشه مشجعو هذا النادي جراء تكرار معاناته، وتأرجحه بين الصعود والهبوط، فقد باتت القناعة المطلقة عند معظم الجماهير الجبلاوية بأن الطريق الوحيد لاستعادة أمجاد ناديهم هي البناء من نقطة الصفر، وإعادة هيكلة كل شيء فيه، فالتجربة تشير إلى أن الاعتماد على استقطاب لاعبين كيفما اتفق لن تصنع نتيجة مرضية، وستبقى الأمور على حالها، في حين أن نسيان الدوري الممتاز والانصراف نحو بناء القاعدة بشكل علمي، سيؤسس لمستقبل مشرق لا يضيع معه شغف هؤلاء الشبان الذين يستحقون استعادة ماض لم يعيشوه، بل سمعوا عنهم وبالكاد يصدقوه.
وبالعودة إلى الصورة، بدا لنا أنها قلبت المآسي، فعبّر المتأثرون فيها عن أحقيتهم برؤية كرة قدم يعتد بها في المدينة المنكوبة رياضياً، وقال لسان حالهم: ها نحن بصغارنا وكبارنا نعبر عن حبنا الكبير للمستديرة، فهل نستأهل منكم التفاتة جدية لنتساوى مع الآخرين، ونضع هذا العشق تحت تصرف ناد قوي يعيد لنا جزءا من ثمن الدمع المسفوح على عتباته؟.
وكالعادة، عبر رواد التواصل الاجتماعي عن انبهارهم بهذا الحضور الكبير، وتعاطوا معه على أنه ظاهرة تستحق التقدير، وتستوجب ردة فعل حقيقية ممن يقودون العمل الرياضي، فقالوا:
لا كلام يصف هؤلاء، هذا شعب يتنفس كرة القدم، ويستحق أكثر بكثير من واجهة مدينته الرياضية.. ،من سيقتل شغفكم في المستقبل، هذه المدينة يتنفس أبناؤها كرة القدم في ظل انعدام الضمائر وإهمال تام لكل المواهب..، قولوا لمدربي النادي والقائمين عليه أن يتابعوا هذه البطولات بكل تفاصيلها، فمن يخرج من هؤلاء سيعيد نادي جبلة إلى الحياة..، معقول أن نرى كل هذا الشغف والحب لكرة القدم، ولا نجد أحد عشر لاعبا يمثلون نادي المدينة بشكل لائق.

غيث حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار