شيء من الخوف قد يفيد

الوحدة:9-5-2021

عندما تكونين صديقة لنفسك، ستضمنين قدرتك على أن تكوني صديقة حقيقية للآخرين، وإذا ما أحببت نفسك، فإنك ستكونين قادرة على حب الآخرين.

إنها فرضية تبدو مخالفة لمقولة الأنانية والإيثار، وفي الواقع فإن المرء بحاجة إلى شيء من الأنانية لكي يدلل نفسه ويحبها، ففي حب الذات يكمن حب الحياة، وفي حب الحياة يكمن حب الآخرين، وهذا ما يمكننا من التصدي لمشكلة الجفاء في العلاقات

 الاجتماعية والزوجية.

تعلمي الثقة بنفسك، لأن الشخص الواثق بنفسه يستطيع أن يكون محبوباً من الآخرين والثقة بالنفس تمكن الإنسان من بناء علاقة صحية مع الآخر.

لأن العلاقة العاطفية الناضجة هي علاقة بين اثنين، يتمتعان بقدر عالٍ من الثقة بالنفس، إن من شأن الثقة المهزوزة أن تفسح المجال لكافة الأمراض التي تصيب العلاقة الزوجية، ومن أهم تلك الأمراض الشك والغيرة والنكد وعدم القدرة على الحوار الهادئ أما الأمراض الأكثر خطورة، والتي تنجم عن الثقة المهزوزة بالنفس، فتتجسد في العنف الجسدي واللفظي.

إن الشخص المهزوز هو الشخص الأكثر عنفاً تجاه الآخر، حتى لو كان ذلك الآخر هو الحبيب أو الزوج، وفي حال الزوجة، تتجلى الثقة المهزوزة في التفسيرات الخاطئة لسلوكيات الزوج، وما ينجم عن ذلك من محاسبة في غير موضعها وافتعال للمشكلات بلا أي مسوغ.

الثقة تمكن صاحبها من كشف أفكاره ووضعها على الطاولة إنها مهارة التعبير عن الذات بكل حرية، حتى عندما يكون الشخص مخطئاً، وحتى عندما يكون الموضوع متعلقاً بجوانب حساسة من العلاقة أو من شخصية المتكلم، والأشخاص الواثقون بأنفسهم فقط هم الذين يعرفون معنى الحب غير المشروط، الحب القائم على العطاء الكثير والأخذ القليل.

لكي تحب الآخر بلا شروط عليك أن تحب نفسك بلا شروط ذلك أن الحب المشروط للذات يضع المرء في حالة من تعذيب الذات ومحاسبة النفس بمناسبة وبلا مناسبة.

ولكن هل يمكن للمرء اكتساب قيمة الثقة بالنفس؟ هل يمكن التدرب على هذه القيمة؟ بالتأكيد، وأول خطوة في هذا السبيل تكمن في أن تقبل نفسك كما هي هكذا خلقت، وهكذا نشأت، فلا تتنكر لذاتك ولا تكره نفسك، لأنك على هذه الشاكلة، بعد أن تتوصل إلى هذه النتيجة، يمكنك التفكير في تغيير شروط شخصيتك، ولكن ليس على أساس الفر والتعسف، إنما على أساس التجربة والخطأ، والأهم من ذلك الصفح

تجاه الذات أولاً. 

لمي محمد معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار