منى عبد الحميد نصر.. التعب لذة والكفاح لتحقيق الطموح متعة

الوحدة: 6-5-2021


 

عندما يكون الفقر دافعا للعمل فهو ليس عيباً، بل يصبح حكاية كفاح لإثبات الوجود وإعلان التحدي على الحاجة.

منى عبد الحميد نصر من قرية الحميدية شابة من بين إحدى عشر ولداً لأسرة فقيرة عمل الأب فيها عاملاً في أحد أفران مدينة طرطوس متنقلاً على دراجته رغم كل الظروف الصعبة، واستطاع أن يؤمن قوت عائلته بمحبة والشكر لله على نعمة الصحة  أولاً وأخيراً، فهي ثروة حقيقة للفقير.

 اختارت منى مهنة التصميم والخياطة لأنها الأقرب إلى قلبها وهي كما تقول فن فيه من الإبداع والأناقة ما يكفي لتفريغ طاقتها وعن تجربتها تتحدث:

 بدأت بعمر العشر سنوات بخياطة فساتين للألعاب وبعمر  15 سنة بدأت بصناعة الإكسسوارات وبعض الشكلات للبنات.

 درست الثانوية الفنية في الحميدية ومن بعدها حصلت على  الثانوية العامة  الفرع الادبي لكن الفقر كان عائقاً أمام إكمال دراستي فكنت مضطرة إلى العمل بهوايتي ذاتها لأكون شخصاً منتجاً معيلاً لأسرتي المكونة من 6 شباب و 5 بنات, تعلمت الخياطة عند سيدات عملت عندهن وبعدها بدأت بالعمل في مشاغل الخياطة لكن فترة الدوام الطويلة من السابعة صباحاً حتى الرابعة ظهراً كانت دون مقابل مادي يوازي الجهد ويساعدني على العيش، مما دفعني إلى الاستقلالية وشراء مكنات للخياطة التي ادخرت ثمنها  من عملي لسنوات طويلة.

 بالبداية بدأت بإصلاح الألبسة وإعادة التدوير، ودراستي بالفنون النسوية ومحبتي للخياطة ساعداني في  تصميم الفساتين بإتقان ومهارة وأنشأت صفحة على الفيس بوك أنشر فيها تصاميمي وكانت الانطلاقة.

أما الصعوبات التي واجهتني عدم القدرة على تأمين مكان في المدينة, فاستأجرت في البداية كولبة في سوق الأكشاك ورغم عدم مناسبته لظروف العمل لكني كنت مصرة على المتابعة وتحقيق طموحي في أن أكون مصممة لأحدث الموديلات العصرية ولكن الإمكانات بسيطة والناس يبهرها المظاهر وصالات العرض.

نحن أصحاب المهن نحتاج إلى قروض لكن شروط الحصول عليها والضمانات صعبة.

 .

تصميم الأزياء فن اكتشاف الجمال وهو فن يحتاج الى إمكانات مادية، كنت أتمنى لو أنني قادرة على تأمينها ليكون لي فرصة في الشهرة.

 عموماً الأنثى التي تعمل مهما بلغت من العمر فهي تحتاج إلى قوة واجتهاد ولأشخاص صادقين يدعمونها.

الحياة جميلة حلوة ومرة, وجميل أن نعيشها حتى لو كانت مرة وبأصعب الظروف يمكن أن نحقق ذاتنا.. التعب لذة والكفاح لتحقيق الطموح متعة.

زينة وجيه هاشم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار