الوحدة:3-10-2024
لم يكن موسم جني محصول الجوز، الذي يبدأ من أواخر آب تقريباً، وافراً بطرطوس حيث بلغ حوالي ١٩٠٣ أطنان مسجلاً نقصاً قارب ٥٠٠ طن عن العام الماضي الذي كان أقل بدوره من العام الذي قبله، وذلك بسبب الظروف المناخية والهطولات الغزيرة في فصل الربيع الماضي، وارتفاع درجة الحرارة في فترة الإزهار.
وفيما لم تتمكن العديد من الأسر من إعداد مؤونة المكدوس المحببة لديهم بسبب ارتفاع الأسعار والغلاء، حاول البعض استبدال الجوز بالفستق، أو الاكتفاء بكمية مؤونة أقل من الأعوام السابقة.
بدورهم مزارعو الجوز بطرطوس بيّنوا أن نوعية الجوز في طرطوس ممتازة، ووسطي سعر الكيلو تراوح بين ١٤٠ – ١٧٠ ألف ليرة بين الأخضر والمجفف والمقشر، علماً أن كيلو الجوز البلدي بالحبة المجففة يعادل قرابة ١٠٠ حبة والكيلو المقشر تقريب ١٥٠ – ٢٥٠ حبة حسب حجمها، حيث ارتفعت أيضاً أجور قطاف الجوز الصعب والشاق، والذي يتطلب الحيطة والحذر لارتفاع الشجرة والأذيات الصعبة التي تنتج في حال الوقوع منها، فيما لجأ العديد من المزارعين إلى كسّارات الجوز الآلية التي وفرت الوقت والجهد عليهم بدل التكسير اليدوي.
وللعلم تعتبر شجرة الجوز من أطول أنواع الأشجار عمراً حيث يتراوح عمر الشجرة بين ١٠٠ – ٣٠٠ سنة. وفيما لا يكفي إنتاج الجوز البلدي في سورية الاستهلاك المحلي، تستورد البلاد من عدة دول من بينها الصين وأوزبكستان وإيران، في حين يبقى سعر الجوز البلدي الأغلى نظراً لجودته وطعمه المميز، ما جعل العديد من أهالي الريف يتوجهون حالياً لزراعة الجوز نظراً لجدواه الاقتصادية المرتفعة، فيما توجه عدد منهم لزراعة أصناف جديدة منه كالقزمي الذي يتميز بإنتاجية عالية، إضافة لحجم الشجرة الصغير قياساً بأشجار الجوز المعروفة التي تصل لارتفاعات شاهقة، وسهولة تكسير قشرته باليد لهشاشته، أيضاً لأن إنتاجه يبدأ من السنة الأولى لزراعته، بينما إنتاج التجاري يبدأ من السنة الخامسة والبلدي يحتاح من ٨ – ١٠ سنوات ليبدأ بالإنتاج ومن ٥ – ٨ سنوات في حال كانت الشجرة مطعّمة.
رنا الحمدان