العـــــدد 9309
الإثنـــــين 11 آذار 2019
حالة من اليأس والاحباط تسيطر بشكل كبير على معظم مشجعي ومحبي نادي جبلة بسبب الوضع السيئ الذي وصل إليه الفريق الكروي بعد الخسارة من الجار حطين ودخوله بشكل رسمي إلى غرفة الإنعاش مع اقترابه أكثر ليكون المهدد الثاني الأكثر ترشيحاً للهبوط إلى دوري المظاليم رفقة الحرفيين.
حالة الاحباط واليأس هذه ورغم اقترانها بما يقدمه الفريق الكروي من نتائج سلبية هذا الموسم، لكنها تأتي في المقام الأول من الحالة المستمرة في التردي بنادي جبلة منذ مطلع الألفية الثالثة والتي كانت شاهداً على انهيار تام للرياضة الجبلاوية في معظم ألعابها (باستثناء الطاولة الأنثوية) بعد سنوات من البطولات جمع فيها النادي المجد من كافة أطرافه منذ تأسيسه، ويكفي أن نذكر بأنه كان متسيداً في ألعاب القوى والملاكمة والأثقال والسباحة وكرة القدم متفوقاً بذلك على جميع الأندية السورية الكبيرة منها والصغيرة، وما الحالة المتردية التي وصلت إليها كرة القدم بالنادي إلا عينة صغيرة من الحالة العامّة للرياضة الجبلاوية التي تعاني المرض وأصبحت جسداً بلا روح وباتت بحاجة إلى صدمة (كهروضميرية) للقائمين عليها والمؤثرين فيها إن كان داخل أو خارج النادي حالياً.
نعم، لا تحتاج الرياضة الجبلاوية إلى مدربين وكوادر وخبرات لأنهم موجودون أصلاً، ولا تحتاج إلى دعم ومال لأنها حققت الكثير قبل ذلك بدونهما، ولا تحتاج إلى جمهور ومحبين لأن جمهور جبلة من أكبر وأكثر الجماهير السورية عشقاً..
ما تحتاج إليه حقاً الآن، قبل فوات الآوان هو وقفة مع الذات وإيقاظ الضمائر النائمة أو المغيّبة وعودة المحبة والألفة وحسن النوايا واسترجاع ذكرى البيت الجبلاوي الكبير الذي يسع الجميع لتعود الهيبة ويُستّرجع قميص البطل المسلوب.
كفى يا سادة، إن ما يحصل في النادي منذ قرابة العقدين من الزمن عار على كل جبلاوي أصيل آثر الصمت كما يحصل، فالصراع طال والتكتلات ما زالت تهدم حجراً تلو الآخر، والشامتون بلغوا القمة في الاستهزاء، والقادرون على تعميق الجراح لا يوفرون جهداً وحقدهم على ماضٍ كانوا فيه صغاراً يشفع لهم.. فمن يشفع لكم؟؟
التاريخ والأمجاد.. اتحاد كرة القدم.. الأصدقاء والجيران.. لا أعتقد .
من يشفع لكم هو محبتكم لهذا النادي وخطوة للأمام نحو من تختلفون معه ليكون لقاءً يضع الخلافات جانباً خدمة لهذا النادي العظيم الذي يستحق من الجميع الوقوف وقفة رجل واحد على قلب واحد وبيد واحدة تعيد حجراً تلو الآخر نحو إعادة البناء الصحيح.
مهند حسن