ازدواجية..

الوحدة: 23-4-2021

تتملكني الدهشة عندما أسمع الشكوى من عدم كفاية الرواتب في ظلِ سعير الأسعار، لأنَ الشاكين يملكونَ أجهزة تواصل غالية الأثمان ويترددونَ إلى أكثرِ مصففي الشعرٍ شهرةً ويتباهونَ بغلاءِ لباسهم ويسترسلون بالحديث عن فلانة وفلان لأنهم لا يبدلون لباسهم كثيراً أو أن لباسهم اصبحَ منتهي الموضة إلى ما هنالك من أحاديث سطحية مرضية، يتملكني الاستغراب الأكبر من قدرتهم على إجراء عمليات التجميلِ التي أصبحت موضة العصر وبالتالي أصبحنا أمام مئاتً من النساءِ المتشابهاتِ بالوجوهِ وخلت ملامحهم من أي جمالٍ طبيعي.

قبل الشكوى هناك فن الإدارة للمصاريف والتركيز على الضروريات قبل الكماليات وعدمُ الازدواجية بالقولِ ثمَ الفعل، في الماضي كانت عملياتُ التجميلِ بالخفاءِ وبخجلٍ بالغٍ وكانَ السفرُ لمناطقَ بعيدةٍ لإجرائها، أما الآن أصبحت للمباهاةِ العلنيةِ بعدَ أن صدحت قارمات الأطباء بأنواعِ عمليات التجميل التي أصبحَ منَ السهولةِ إجراؤها مادام المالُ متوافراً، وكثيرُ من الأطباءِ جنحوا لطبِ التجميلِ رغمَ عدمِ اختصاصهم بهِ لأنه يدرُ أموالاً طائلة لراغباتٍ بالجمالِ الاصطناعي ولمن افتقدن الوجوه اليانعة ليستسلمن لمبضع الجراحين بسهولةٍ، فأين الحجةُ بتدني الرواتب التي اصبحت لا تكفي؟

وإن كانَ الاعتمادُ على إيرادات مادية أخرى هو المغيثُ للمكثرين من الشكوى، ولكن يدهشني اعتمادُ الشكليات الفارغة على حسابِ  الوضوحِ والحقيقة واصطناعُ واقعٍ كاذبْ.

ازدواجية اجتماعية كثرت في هذا الزمان، حتى أنكَ تحسبُ نفسكَ أنت الغريبُ عن مجتمعٍ متبدلِ المفاهيم.

تيماء عزيز نصّار

تصفح المزيد..
آخر الأخبار