الوحدة 17-4-2021
أحتسي قهوتي صباحاً بطعم المرارة، وأنطلقُ متشبثة بالأمل الذي طال، أُغَيبُ ذهني عن همومه بالعمل الذي أصبحَ رتيباً لتكراره، لكن أبحثُ عن نوافذَ ضوءٍ فيه لأغيرَ من جموده وأجعلهُ أكثر حركة وأن كانَ التغيير لا يرضي سواك.
أتأمل التفاصيل والوجوه لأجد من يعملَ بكدٍ ونشاط، ومن يعملُ بمحبة فيعطي كثيراً، من لا يعنيه سوى الراتب غير المتناسب مع عملهِ، وهناك من يشكو دوماً، وهناك غير المبالي، وهناكَ الذي لا يعملُ إلا مقابل شيء إلى ما هنالك من شخصياتٍ متنوعة تصادفها كل يوم منهم من تتقارب معهً بالأفكار ومنهم من لا يجمعك بهم سوى إِلقاءُ التحيةِ.
الشخصيات المتنوعة تؤثرُ على آلية العمل فلو كنا جميعاً بنفسِ التفكيرِ والسلوك لسارت الأعمالُ على نفس الصورةِ وما عادَ هناكَ اختلافٌ لصورة العمل العامة، ومثالُ ذلكَ لو كان الكلُ متعلماً ومثقفاً لحدثَ نقصٌ عظيمٌ في المجتمع والعكسُ صحيح، فاختلافُ الشخصياتِ هي لوحةٌ متشابكةُ الألوانِ في المجتمع.
بالمحصلة أبرزُ ما نصلُ إليه لنجعلَ تلكَ الصورةُ المتنافرةِ بين البشرِ باختلافِ أفكارهم وقناعاتهم هي التعاون فيما بينهم، فالتعاونُ بينَ الجميع يجعلُ دفةَ العملِ تسيرُ نحوَ النجاح الحقيقي، فلكلٍ قدرةٌ معينةٌ ومختلفةٌ عن الآخرِ وعلى اختلافاتها نستطيعُ دمجها ضمنَ بوتقةٍ واحدة وهي أن نكونَ يداً واحدةً لكي يكونَ الإنجازُ عظيماً، ومن لا يريدُ التعاونَ مع غيره لن ينجح.
بالتنظيمِ والهدوءِ والترتيبِ ننجزُ الكثير، وكم نحنُ بحاجةٍ إلى ذلكَ.
أستيقظُ من شرودي وتوارد الأفكارِ إلى مخيلتي وأعاجلُ نفسي بفنجانِ قهوةٍ ثالثٍ ليعطيني نشاطاً لتتمةِ عملي..
تيماء عزيز نصّار