هوايات أطفالنا .. لمحات غنية بالإبداع والقيم الجمالية

الوحدة: 7-4-2021

 

 

 

كثيرة هي المجالات التي يثبت فيها أطفالنا مهاراتهم وإمكانياتهم سواء بشكل فطري أو تعليمي لتشكل جانباً مهماً في شخصيتهم وسلوكهم وتكوّن عندهم الاتجاهات والقيم التي تميزهم عن أقرانهم . فمن العناوين الأولى لعالمهم الطفولي .. نقرأ عالماً حالماً يتقرب بالموهبة من الواقع المحيط بهم ليُشرّع المستقبل أبوابه لطموحاتهم ونجاحاتهم ، إنهم أطفالنا الذين يبحرون في عالم غني باللمحات الإبداعية التي تتجلى عبر نوع من أنواع الفنون كالموسيقا أو الرسم أو الشعر .. ومن خلال مواهبهم – التي تمثل الأفق الرحب الذي يستلهمون منه القيم الجمالية التي تزخر بها الحياة من حولهم من طبيعة ساحرة أو مشهد إنساني أو لغة جميلة – يرسمون مكونات شخصياتهم التي تتباين في مستوياتها وطبيعتها وخصائصها ، فكيف يختار أطفالنا دروبهم في الحياة وفي الميول ، ومن يرسمها لهم ويوجههم في اختياراتهم؟

 لنتابع الإجابات من خلال اللقاءات الآتية : الصديقة ريتا زيدان – الصف الخامس / طفلة مبدعة في العزف على البيانو بأصابعها الغضة وقد صقلت هذه الموهبة بالدراسة والمثابرة والتمرين في معهد الفنان محمود عجان وعن موهبتها تقول ريتا : أحب الموسيقا جداً وقد اخترت البيانو لأن صوته جميل ، وعندما تلامس أصابعي مفاتيح البيانو أشعر أنني عصفورة تغرد في أحضان الطبيعة . وأضافت ريتا قائلة : أن والدها اكتشف موهبتها منذ سنوات طفولتها الأولى عندما كانت تسمع الموسيقا وتحرك أصابعها كما العازفون ، ومن هنا كان الحرص من الأسرة على تنمية هذه الموهبة من خلال الدعم وتوفير الإمكانيات والظروف المناسبة والاهتمام والتشجيع في المنزل من قبل والدها الذي كان له الدور الأكبر في إثراء الموهبة لديها مما أدى إلى تميزها في تأليف مقطوعة موسيقية. الصديق الموهوب وسيم نوفل– الصف السابع / عن هواياته قال وسيم : أحب الرسم وأحاول أن أخط بريشتي كل ما تراه عيناي ويرتسم جماله في مخيلتي ، إنها هواية جميلة تنمي في داخلي أحاسيس الجمال والتذوق الفني ، أرسم موضوعات مختلفة من الطبيعة وكل ما يحيط بي وأحاول أن أنقله إلى اللوحة بلمسة جمالية وفنية تصبغ الإحساس والحياة على موضوع اللوحة . وأنا أهوى رسم المناظر الطبيعية الغنية بمشاهدها الساحرة وألوانها الزاهية. وعن بدايته مع الرسم قال وسيم : بدأت الرسم في سن الخامسة وقد تلقيت التشجيع والرعاية من أبي وأمي لتنمية هذه الموهبة بالشكل الأمثل وذلك بتوفير كل ما يلزمني من أدوات لها ، والتحقت بمعهد – شمس – لأتعلم أصول الرسم وشاركت في معارض عدة ونلت جوائز منها جائزة مسابقة الرسم التي أقيمت في المركز الثقافي باللاذقية. الصديقة سارة شريتح – الصف السابع / طفلة تعرف الكثير عن لغة التعبير بالجسد بأجمل الحركات وتعرف كيف تطوع جسدها الناعم ليتحول كفراشة حقل تنتقل من نغمة إلى نغمة ومن لحن إلى لحن وتجسّده بأحلى الحركات التعبيرية . عن هوايتها قالت سارة : انتسبت إلى معهد للرقص في السنة الخامسة من عمري بإشراف المدربة الروسية الرائعة ماريا ، وأنا أتدرب لمدة 6 ساعات أسبوعياً ، وعن اختيارها لهذه الهواية قالت سارة :الباليه فن راق وأنا أحبه جداً فهو حياة لا أستغني عنها لأنه يساعد على تحسين لياقة الجسد وتجعله أكثر ليونة. كما أنه يعلم العلاقات الاجتماعية والتواصل بشكل جيد مع المحيطين بنا، فضلاً عن أنه يعلمنا تكوين صداقات جديدة ويعطينا مهارة التعبير عن الذات. ورقص الباليه يعلمنا الانضباط ، فدروس الرقص تتطلب الانتظام وممارسة كل الأنشطة في الموعد المُحدد لها .

ورقص الباليه يدعم ثقتنا بأنفسنا فنرى أن ما نفعله شيئاً مهماً وجميلاً . وقد شاركت في العديد من الحفلات والأمسيات المدرسية التي أقيمت في المراكز الثقافية وفي الأنشطة والفعاليات التي أقيمت في العديد من المناسبات الوطنية ، وكانت مشاركتي جميلة وناجحة . بقي للقول بأن المواهب تظهر عند الأطفال بأشكال متنوعة فالطفل الموهوب قد يكون بارعاً في الرياضيات أو قد تكون لديه موهبة موسيقية أو مقدرة رياضية أو براعة في إقامة علاقات صداقة مع الآخرين. ..إلا أن الأبحاث التربوية تقول بأنه : علينا توسيع تعريف كلمتي الإبداع والذكاء فهناك ومضة إبداعية عند جميع الأطفال العاديين والتي يمكن التعبير عنها بوسائل مختلفة. وبينما نرغب في دعم هذا التمييز في مرحلة مبكرة من حياة الطفل إلا أننا قد نطفئ بشكل غير مقصود نوعاً معيناً من الذكاء أو الإبداع أثناء نمو الأطفال . لذلك علينا الاهتمام بهذا الجانب الفكري والابداعي، لأن الهوايات بمختلف مجالاتها وأنواعها تلعب دوراً هاماً في تنمية ذكاء الأطفال، وتشجعهم على التفكير المنظم والعمل المنتج ، والابتكار والابداع وإظهار القدرات التي تكتنزها نفوسهم الصافية ..

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار